فى مشهد إنسانى لم تشهده أسيوط من قبل، استقبل أبناء قرية "النواورة"، بمركز البداري، ابنهم المفقود منذ 22 عاما بعد أن نشر حكايته وصورته على موقع "الفيس بوك " 3 فبراير الماضى. أعادت المواقع الإلكترونية نشر قصة ابن عائلة "رحومة" المفقود، وعاد لأحضان أسرته بعد أقل من 28 يوم بعد غياب دام 22 سنة. أصر أهل القرية على الاحتفاء بأنهم العائد بأن جهزوا له الخيل ليطوف بها شوارع القرية فى موكب ضخم، شارك فيه الآلاف من أهالى القرية. انتقلت "بوابة أخبار اليوم" إلى مركز "البداري" لتعيش مع عائلة "رحومة" هذا الفرح الأسطورى، حيث توافد المهنئون على منزل محمد عبد الله أحمد علي رحومه بعزبة "عقيل" التابعة لقرية "النواورة". قامت عائلة "رحومة" بذبح الذباح فداء لإعداد وليمة كبيرة للمهنئين، وكانت أخواته البنات الأكثر فرحة لعودة أخيهم الوحيد. وسط الزحام والقبلات، قال محمد عبدالله رحومة (أحمد سابقا) إننى أحمد الله على نعمته بعودتى إلى أسرتي، وأعوض ما فاتني من حنانهم ودفئهم، وأعوضهم عن غيابي، علمت إننى الابن الوحيد لهم وأخواتى البنات يحتاجون إلى أخ ولن أتركهم أبدا. كشف أحمد عن الغموض الذى اكتنف غيابه منذ 22 عامًا، حيث قال إنه كان يلعب أمام منزله وركب فى إحدى السيارات التي كانت تنقل حجارة لتدبيش حواف النيل إلى إحدى القرى، وذلك أثناء توقفا على ناصية شارع وفوجئت إننا تحركنا. أضاف: وصلت إلى مدينة أسيوط، ومنها ركبت القطار إلى القاهرة، مشيرًا إلى عثور إحدى السيدات عليه فى محطة المطرية، واستضافتى لمدة عام لتبحث عن أهلي، وعندما فشلت قدمتنى إلى دار الرعاية. استطرد: تكفلت بمصاريفي سيدة اعمال خير اسمها عبلة السعيد إلى أن تخرجت من كلية الحاسبات ونظم المعلومات، وقمت بعدها بنشر حكايتي على "الفيس بوك"، وعلم أبى الذى كان موجودا فى السعودية بوجودي، وتعرف علي. وقمت بإجراء تحليل DNA، وظهرت رسميا نتيجه التحليل، ثبت بها نسبي لعائلة "رحومة" بأسيوط. وقال: لن أترك أسرتي، وأرغب فى استكمال عملى فى القاهرة بعد أن أنهيت دراساتى فى الحاسبات ونظم المعلومات، وأطمح لإنشاء شركة خاصة لتعطير وتنقية الهواء بأفكار مبتكرة وغير تقليد. في حالة من الحب واللهفة، قال عبدالله رحومة والد محمد حاليا (واحمد سابقا): لقد كدت أن أجن بعد اختفاء ابنى.. فقدت صوابى واتهمت أفراد من عائلتي وجيراني فى التخلص من ابنى، حتى أننى اتهمت شقيقى بأنه أغرق الولد فى النيل ينتقم منى لوجود بعض المشاكل معه.. وبدموع تغالبه قال: إننى لم أفقد الأمل فى عودة ابنى طوال الأربعة وعشرين سنة التى غابهم عنا وقد قمت بأداء العمرة مؤخرا ودعوت الله وانا متعلق بأستار الكعبة أن يعيد إلى ابنى الحبيب. وفقد أحمد كان أغلى أبنائى عندي وأعزهم لأنه الولد الوحيد لاخواته البنات وقد حرم من حنانى وأنا على قيد الحياة، مشيرًا إلى الليالى الطويلة التى نام فيها ودموع الحزن تغطى وجهه واليوم غطت الدموع عيناه ولكنها دموع الفرحة. وأكد: علمت من الفيس بوك ورايت صورة ابنى فقمت بقطع تذكرة وذهبت إلى المطرية وقابلت أحمد فقد كان قلبى يحدنى أنه ابنى واجريت التحليل DNA حتى يصدق ما حدث لأنه فوق الخيال، وقلبى كان مطمئن تماما أنه ابنى وقد تأكدت تماما من علامة عبارة عن وحمة موجودة فى فخذه لم يكن يعلمها هو. قال عبدالله رحومة أثق بالله في قدرته وكرمه، وما حدث لا يمكن إلا أن يكون معجزة من معجزات الله، فرب العزة يحيى العظام وهى رميم، وقادر على أن يعيد لى ولاخوته البنات من يعولهم ويسندهم من بعدىي. وناشد الأب المسئولين قائلآ: "عايزكم تساعدوه علشان يشتغل، وأنا هسافر السعودية تانى .. بس المرة دي وانا مطمن". وقدم الوالد الشكر لجميع من ساعد في تربية نجله تربية صالحة حتى أصبح «مهندس قد الدنيا»، معتذرًا لمن اتهمهم سابقا من عائلته وجيرانه فى التخلص من ابنه.