يعكف الفنان "كريم وصفي" القائد السابق للأوركسترا السيمفوني الوطني العراقي على تنفذ مشروع طموح لتدريب الأيتام على عزف الموسيقى الكلاسيكية. ويقول وصفي إنه استوحى الفكرة من برنامج "إل سيستيما" التطوعي المعروف في فنزويلا لتعليم الموسيقى. أسس عازف البيانو والسياسي وأستاذ الاقتصاد الفنزويلي "خوثيه أنطونيو أبريو"مشروع إل سيستيما في منتصف السبعينات وتعلم فيه منذ ذلك الحين مئات الآلاف من الشبان والفتيات معظمهم من أسر فقيرة في فنزويلا. وضم وصفي إلى مشروعه مجموعة من الأيتام الذين فقدوا أحد والديهم أو كليهما في أعمال العنف في العراق. وذكر الفنان أن مشروعه يهدف إلى مساعدي الأطفال الأيتام على مواجهة ظروف حياتهم الصعبة. وقال "كريم وصفي "شغلي الشاغل كان منذ البداية كيقية أن أتعامل مع شريحة أخرى من المجتمع التي هي ما زالت شريحة مظلومة ومأذية من الظروف العامة والتي هي شريحة الأيتام. أنا كانت الفكرة أنه كيفية أن نستقطبهم بشكل بعيد تماما عن أي نوع من أنواع الإعلام وأي نوع من التفسيرات المختلفة لهكذا توجهات كأن تكون سياسية أو علاقات عامة إلى آخره، نحن الحمد لله بعيدين عن كل هذه الأمور. نحن بشكل بسيط أنا أردت أن نصنع منهم تجربة شبيهة كانت قد قدمت في فنزويلا و توسعت الأوركسترا وتشمل الآن أكتر من 340 عازف وعازفة." بعض الأطفال الذين انضموا إلى المشروع اضطروا للتسول والمبيت في الشوارع بعد أن فقدوا من يعولهم. ويسعى مشروع الفنان كريم وصفي إلى تدريب الأيتام على عزف الموسيقى لمساعدتهم على العمل وكسب العيش مستقبلا. وأضاف وصفي سنقدم لهم المكان والآلات الموسيقية والتدريس وساعات التدريس واستضافتهم في المركز من دون أي مقابل وبتبرع كامل ،مؤمنين، محميين وأيضا مستلمين للعلم والمعرفة بدون مقابل مادي لكي نعطيهم فرصة لإضافة جانب آخر في حياتهم، جانب عملي وحرفي ممكن أن يستفيدوا منه مستقبلا. وبنفس الوقت تكوين أوركسترا ممكن أن تقدم أعمال في نفس الأماكن التي كانت تستخدم كمناطق تسول. وأضاف الفنان أن مشروعه سيعلم الأطفال الأيتام الموسيقى علاوة على قواعد السلوك ومفهوم المواطنة. وقال "يتم تقديم مفهوم الإتيكيت والمواطنة الصالحة واللياقة في التعامل مع النفس ومع الآخر كاتجاه حياتي واجتماعي للجنس البشري يتعامل مع نفسه ومع بعضه على أساسه. ليس هناك أي أمور غريبة في المجتمعات الأخرى وإنما فيها أصالة وفيها تراث وفيها الجانب الإيجابي إن شاء الله مما هو موجود في المنصقة وتاريخ هذه المنطقة العريق بشكل أوسع. إضافة إلى دروس الموسيقى الرصينة المبنية بشكل علمي وأكاديمي." من المشاركين في مشروع الفنان كريم وصفي لتعليم الموسيقى شاب يافع عمره 15 عاما يدعى عباس ثائر.