كيف اكتشفت عشقك للعود؟ - ببساطة عمي كان هاوياً للعود وكنا دائمي الاجتماع في نهاية الأسبوع فتجتمع كل العائلة في بيت جدي كان يعزف لنا العود وحينها بدأ الحب بيني وبين تلك الآلة وطلبت من والدي ان يشتري لي عوداً، وبالفعل جلب لي أستاذاً لتعليمي وكان أستاذاً من معهد الموسيقي العربية ورغم انه كان كفيفا إلا انه كان من أفضل المدرسين خاصة لطفل قبلي ، لأنه كان يدرس ببطء شديد خاصة في دروس النوتة فقد كان عنده كتابا علي طريقة برايل وكان عندي انا نفس الكتاب فكان يقول لي " أتري النوتة التي في أول الصف هذه النوتة كذا وكذا " واستمر الوضع بهذا الشكل لمدة 10 او11 شهرا حتي رأيت الاستاذ نصير شمة في احدي الفضائيات وانبهرت بالمستوي الراقي الذي يعزف به وسمعت ايضا انه فتح بيت العود العربي في القاهرة لتعليم هذه الالة فذهبت مع والدي الي البيت لمقابلة هذا الفنان وحينها اكتشفنا بيتاً اثريا جميلاً وساحراً وهو بيت الهراوي خلف جامع الازهر مقر بيت العود العربي وقابلنا وكان مرحبا بنا وقال انه سوف يختبرني بعد بداية الدراسة بثلاثة أشهر وبعدها تخرجت 29-1-2007 . ماذا تدرس بالخارج؟ - أنا الآن في جامعة ليون بفرنسا لدراسة الموسيقي الكلاسيكية وطريقة تأليف وتوزيع والتلحين الموسيقي الغربية وتاريخ الموسيقي أيضا. حدثني أكثر عن مشوارك مع العود؟ - أنا والعود أصدقاء لا نعرف الخيانة ، فتلك الآلة أعطيتها طفولتي والان شبابي واعتقد انني لن أتردد في إعطائها بقية حياتي لأنها هي التي صنعت لي قيمة ، لا اعرف إذا كنت سأستطيع ان احقق جميع احلامي ولكن هذه الالة كانت حلماً تحقق بالنسبة لي، فلقد شاركت في جميع حفلات اوركسترا الشرق وبيارق واوركسترا بيت العود العربي داخل وخارج مصر وكل ذلك تحت اشراف وقيادة الاستاذ نصير شمة بالاضافة الي المشاركة في حفلات الاستاذ نصير شمة لرأس السنة الهجرية فضلا عن حفلاتي المنفردة "صولو عود "والتجارب التي أقوم بها مثل دعوة بعض الموسيقيين من أجواء مختلفة مثل عازف الجيتار الفرنسي جيوم هوجان والذي قمت معه بالكثير من العروض في ساقية عبدالمنعم في مصر وفي فرنسا ايضا . هل العود انواع ؟ - العود لا يندرج تحت مسمي " أنواع " لكن الأعواد التركية والمصرية والعراقية والتونسية جميعها آلة واحدة كل نوع ذواختلافات بسيطة جدا مثل دوزان الاوتار. هل عودك الذي شهد بدايتك مازال معك حتي الآن؟ - عودي الذي بدأت معه لا استعمله في العزف منذ فترة فهوعود للدراسة المبتدئة ولكني حتي الان محتفظ به في بيت أهلي في القاهرة. كم عود استخدمت إلي الآن؟ - تقريبا 9 أعواد. هل العازف نصير شمة هو سبب عشقك للعود؟ - أستاذ نصير كان سبباً في وجود محمد ابوذكري العازف ، فمع بداياتي لتعلم آلة العود كان حلمي أن اعزف واستمتع فقط بالعود ونبراته ، ولكن أستاذ نصير كان أحد الأسباب في خلق أحلام اكبر من مجرد العزف وأحاول تحقيقها ، اساتذتي أيضا ببيت العود عندما كنت طالباً هم في الأصل طلاب أستاذ نصير وتخرجوا في البيت واصبحوا اساتذة وموسيقيين كبار مثل استاذ حازم شاهين قائد فرقة اسكندريلا في القاهرة ونهاد السيد في سويسرا وانا اكاد اجزم علي اني اتعلم منهم جميعا حتي اليوم. هل المفروض أن تكون دارس نوتة؟ - طبعا لأن في فترة معينة يحتاج العازف تأليف وتوزع مجموعة من الآلات ولكل هذا يجب ان تكون دارساً للنوتة وأنا حتي الآن ادرسها لأنها لغة الموسيقيين لا تقل اهمية عن بقية اللغات. هل خلفيتك عن العود من نصير شمة أم لك مدارس أخري للعود؟ - مدرستي الأساسية هي المصرية لأنها تمثل التوجه الثقافي الذي انتمي إليه (بلدي) ، أيضا بيت العود العربي وأستاذ نصير شمة عازف عراقي يمثل ثقافة بلده ولكنه ايضا يقوم بتدريس جميع مدارس العود تركية ومصرية وغيرهما ويقوم بعرضها من خلال مراجع المدرسة مثل التراث المصري كمثال اغنيات الزمن الجميل وتقنيات واسلوب هذه الموسيقي. من مثلك الأعلي في العزف بالعود؟ - في الحقيقة انا قدوتي اناس كثيرون مثل الاستاذ رياض السنباطي وأستاذ نصير شمه واستاذ حازم شاهين في الحياه المعاصرة. لكن لدي شيء أؤمن به وهو انه لا يوجد ما يسمي بالقدوة ولكن يوجد أساتذة وموسيقيين نعشقهم ونتعلم منهم حتي نخلق هوية لأنفسنا. لماذا لم تدرس في معهد الموسيقي العربية لاثقال موهبتك؟ - بالفعل تقدمت لمعهد الموسيقي العربية وسجلت كطالب وذهبت أياماً قليلة ولم أكمل ولا اعرف لماذا!! كيف تري تجربة غسان ودينا الجديدة؟ - بالنسبة لغسان اليوسف فهوطالب من احدي طلاب نصير شمة الذي كان موهوبا واستطاع ان يفرض نفسه علي الساحة ودينا عبدالحميد عندما كنت طالبا في بيت العود العربي كانت هي احدي كوادر هذا البيت فهي عازفة جميلة واكن لهما كل حب واحترام وهي كتجربة محاولة جيدة،لكن موسيقيا فهي حدثت في الماضي كثيرا وهي ليست اول مرة حتي اتذكر انني قمت بها العديد من المرات مع اصدقائي في بيت العود وحتي مع استاذي نصير شمة ولكن علي سبيل المزاح لمشاهدتنا لبعض العازفين في تركيا يقومون بها ولكن اذا كنت تريدي ان تتكلمي بشكل علمي وصريح فكل تجربة جديدة يجب ان يكون لها اهداف وقاعدة مثلا لمحاولة إظهار الجديد من اصوات اوامكانيات لهذه الألة وإذا لم نجد أسبابا علمية فهي تجربة ليست مفيدة فربما ان تكون تجربة لجذب الاعلام وابهاره اوتكون خطأ في مفهوم الابتكار. ما خططك المستقبلية فيما يخص العود؟ - ان اكون موسيقياً اكثر بقدري كعازف عود . ففي اي مكان نستطيع ايجاد عازف عود ولكن من الصعب ايجاد موسيقي فأستاذ نصير شمه كمثال هو ليس مجرد عازف عود ولكن هوفكر موسيقي كبير وثمين ومن هنا استطاع التطوير وابداع الكثير علي هذه الالة حاليا أقوم بالكثير من التجارب مع موسيقيين هنا وهناك بجانب دراستي وذلك عن طريق إقامة الكثير من العروض والحفلات الموسيقية واحاول ان انتج من هذه الالة ما هوصادق وان اتعلم ايضا ،فضلا عن محاولتي لعمل فكرة أول البوم لي قريبا مع عازف الجيتار الفرنسي جيوم هوجان وعازف الايقاع الايراني دافيد بروليه واتمني ان استطيع اختيار شركة انتاج مناسبة للمشروع ومع بداية الصيف سأصطحب عازف الجيتار الفرنسي وسنحاول عرض الفكرة من خلال بعض العروض في ساقية عبدالمنعم الصاوي والاوبرا والقرية الذكية .
