"إلي من يظن أنه يتخذ جميع قراراته بعقله فقط، تأكد أن قلبك يخطو الخطوة الأولي في أحيان كثيرة" بهذه الكلمات اهدي أشرف العشماوي روايته الثانية "تويا". منذ الإهداء نجد أنفسنا أمام هذه الثنائية الفردية التي يجعلها المؤلف مرتكزاً لفهم عالمه، فتكامل ثنائية العقل والقلب وليس انفصالها، ينسحب علي مجمل رؤيته في هذه الرواية. ويغادر العشماوي في هذه الرواية الصادرة حديثا عن الدار المصرية اللبنانية مجازاته الكبرى التي أقامها في روايته الأولى "زمن الضباع" فلم يتخف وراء الرموز والاستعارات قاطعًا بذلك وشائجه مع تراث كبير في هذا السياق بعد أن جربه مرة واحدة وهو الإبلاغ على لسان الطير والحيوان كما في كليلة ودمنة ومنطق الطير ليقول ما يريد دون خوف هذه المرة فيدخل إلى عوالم حقيقية وواقعية راصدا بخبرته الإنسانية دوافع أبطاله وطموحاتهم وانكساراتهم . فمنذ البداية يضع المؤلف بظله في تناقض بين نفسه ومجتمعه بين حلمه وواقعه ويظل متطوحًا طوال أحداث الرواية بين رفاهيته ونعيمه بين شقاء وفقد مآسٍ بشرية وجرائم شنعاء يجد نفسه في قلبها يتعاطف مع الضحايا ويقاوم القتلة يدفع الثمن فتتغير ملامحه النفسية بطل تراجيدي .. إغريقي ينتقل من موقع السلب إلى موقع الإيجاب. من جانبه علق الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل علي الرواية قائلا "هذه الرواية عمل إبداعي ممتع، يسلط الضوء الغامر علي منطقة بالغة الحساسية مخترقا صميم البيئة الأفريقية التي تتصارع فيها نوازع تجارة البشر مع أنبل الجهود الحضارية عبر سيرة طبيب مصري اكتشف ذاته في عيني فتاة ذات جمال أسطوري واسم فرعوني وحضور أنثوي مشع" .