عرض الفيلم المصري "هدية من الماضي" على هامش مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته ال 37، فى قسم "عروض خاصة"، وشهد حضورا كبيرا من الجمهور الذي امتلأت به قاعة العرض بمركز الإبداع الفنى. وأقيم عقب عرض الفيلم ندوة حضرها الدكتور مختار يونس بطل الفيلم وابنته كوثر مخرجة الفيلم ووالدتها والمونتير محمد عماد. أكد د. مختار يونس أنه لم يكن موافقا على عرض الفيلم الذى تم تصويره بالكامل دون علمه، وذلك لأن موضوع الفيلم يرتبط بقصة شخصية وواقعية وتم تصويره بإنفعالات وأحداث حقيقية، ونفى علمه بتصوير أى مشهد من مشاهد الفيلم مؤكداً أنه كان يتعامل بشكل طبيعى جداً ولم يكن فى باله أنه يتم تصويره طوال تلك الرحلة، موضحاً أنه ابنته صورت فيلم أخر طوال مدة رحلتهما فى إيطاليا وكان يظن أن هذا الفيلم هو الذى سيعرض، مؤكداً أن الخدعة كانت كاملة خاصة وأن الفيلم الأخر كان يتم تصويره بشكل عادى فلم يكن لديه شك فى أن هناك شئ غير طبيعى يجرى، وضرب الدكتور مختار يونس مثل بقصة "الشيخ شيخة" التى كتبها الكاتب الراحل يوسف أدريس، والتى كان بطلها رجل لا يعتد أحد بوجوده وكان لا يتحدث ولا يعقل، وحينما انتشرت شائعة فى البلد أنه يتحدث قرروا جميعاً قتله، لأنه كان قد عرف الكثير عن أسرارهم، مؤكداً أن ذلك يشبه ما حدث معه خلال تصوير الفيلم. وأضاف مختار يونس أنه وافق على عرض الفيلم فى النهاية بعدما وجد أنه من الأنانية أن يظلم ابنته التى صورت 350 ساعة كاملة لتخرج منهم فيلمها الثالث، فقد كان هذا الفيلم هو مشروع تخرجها وبذلت فيه مجهوداً كبيراً جداً، مؤكداً أنه كان ينوى محاسبتها على ما فعلته، ولكنه وجد أن الفيلم عليه عامل كبير فى مستقبلها وتخرجها من المعهد، قائلاً "استحرمت أن يضيع كل المجهود الذى بذلته"، وأكد أن الفيلم يكسر الشكل المعتاد للفيلم التسجيلى. وقالت مخرجة الفيلم كوثر يونس أن الفيلم كان مغامرة كبيرة بالنسبة لها، موضحة أنها استخدمت كاميرات متعددة لتصوير الفيلم، منها نظارات بها كاميرات تصوير، حتى لا يشك والدها فى الأمر، وقالت أنها عرضت قصة الفيلم فى البداية على الدكتورة التى تشرف على مشروع تخرجها، وعلى الرغم من أنها رأتها "مجنونة" إلا أنها كانت تشجعها دائماً، وأوضحت كوثر، عندما عدت بالمادة الفيلمية والتى وصلت لأكثر من 300 ساعة كانت تطالبنى دائماً بأن يصل وقت الفيلم لأقل من ساعتين، وأضافت أن الفيلم لم يحتوى على موسيقى تصويرية لأنها رأت أن الأصوات الحقيقة به كافية ومعبرة عن مضمونه، ولم يكن فى حاجة لأى أصوات أو موسيقى إضافية، وأضافت أنها لم تكن تعلم نهاية الفيلم وكانت تصوره بشكل "ارتجالى" لأنها لا تعلم أين حبيبة والدها، ولا تعرف الطريقة التى ستصل بها إليها، ولكنها أكدت أن الفيلم كان له نهاية فى كل الأحوال حتى إن لم تستطع الوصول لهذه السيدة فهى نهاية أيضاً.