متحف مجهول.. منسي لا يعلم أحد عنه شيئاً.. بعيداً عن أعين السائحين ومحبي الثقافة والتراث. ب3 جنيهات فقط تستطيع أن ترى فيه شتى ألوان الحضارة مقابل 3 جنيهات. فكر في بنائه الملك فؤاد الأول، عام 1929، واختار له اسم "المتحف الزراعي"، وقرر أن تصبح سراي الأميرة فاطمة إسماعيل، عاشقة الفن والحضارة مقراً له، وقام بافتتاحة الملك فاروق منذ 75 عاماً، لتمتلك مصر منذ ذلك الحين ثاني أكبر متحف زراعي علي مستوي العالم، والذي يتكون من ثمانية متاحف فرعية وهي.. المقتنيات التراثية، و متحف البهو السوري، ومتحف المجموعات العلمية، ومتحف الثروة النباتية، ومتحف الزراعة المصرية القديمة، ومتحف القطن، ومتحف العصر اليوناني، والروماني القبطي، والإسلامي. "بوابة أخباراليوم" كانت هناك بالمتحف الزراعي لتسلط الضوء علي كنوز الحضارة المصرية بالمتحف. في البداية، علمنا من الدكتور كمال النجار، مدير المتحف، أن المتحف مقصد طلاب كليات الفنون والهندسة والزراعة حيث تتوافد أعداد كبيرة منهم على المتحف لدراسة تراثه المعماري العريق، والنباتات النادرة المتواجدة فيه، كما تم مؤخراً إطلاق صفحة رسمية خاصة بالمتحف علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " تحتوي على العديد من الصور لمقتنيات المتحف من لوحات وتماثيل ونباتات وذلك لتسهيل التواصل مع إدارة المتحف. وفي إطار خطة تطوير المتحف عرض لنا النجار، الخطواط الإيجابية التي إتخذها المتحف في الشهور الماضية حيث قال إن إدارة المتحف عملت أثناء تلك الفترة علي الترويج للمتحف سواء علي المستوي المحلي أو العالمي، حيث قامت بإرسال رسائل إلكترونية لمختلف شركات السياحة لتحفيزهم علي عمل جولات سياحية بالمتحف، كما قاموا بعمل كتاب توضيحي للمتحف يشرح كافة مقتنياتة باللغتين العربية و الإنجليزية و يتم توزيعة علي الزوار مجاناً. وعلى المستوى المحلي تم مخاطبة أعداد كبيرة من المدارس بالمحافظات المختلفة و تشجيعهم علي عمل رحلات مدرسية للمتحف بأسعار مخفضة ليتعرف أبناء مصر علي ما تحتوية بلادهم من فنون و حضارة عريقة تمتد لعصور ما قبل الميلاد. اما عن عشاق الكنوز، فعليهم زيارة سراية الأميرة فاطمة إسماعيل الموجودة داخل "المتحف الزراعي" والمعروفة باسم "متحف المقتنيات التراثية"، والذي يضم مقتنيات للعائلة المالكة بوجه عام، ولوحات وممتلكات الأميرة فاطمة صاحبة السراية بوجه خاص. أخذتنا شيماء مجدي المسئولة عن المتحف في جولة إستمرت عشرون دقيقة ، فهو مكونمن طابقين يحوي طابقة الأول صالة كبري و 9 قاعات، و يربط بين الطابقين سلم نادر من الخشب العزيزي، و يضم المتحف لوحات نادرة للأسرة الملكية أبرزها لوحه "الملك فؤاد" و التي تتحرك بعينيها و جسدها مع الناظر إليها في كل الإتجاهات، و لوحة الأبناء الجالسين علي عرش مصر و التي تشمل كل حكام مصر من العائلة المالكة بداية من محمد علي باشا حتي الملك فاروق. واستكملت مجدي إبراز مقتنيات المتحف و الذي يضم بين حجراته قطعة نسيج نادرة من كسوة الكعبة المشرفة "ريتاج" منفذة بطريقة "السيرما" بخيوط من الفضة، التي كانت تُرسلها مصر في موسم الحج للأراضي المقدسة و تعود هذه القطعة إلي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، واحتوت إحدي غرف القصر علي 14 قطعة من السجاد الأثري، كما يضم المتحف أيضاً من بين معروضاته مدفعاً قديماً من عهد السلطان عبدالحميد. وبعد ذلك ذهبنا لنري متحف "البهو السوري" الذي إنشئ خلال فترة الوحدة بين مصر و سوريا عام 1961م، و يمثل المتحف سوق تجاري كبير يعرض به أهم الصناعات اليدوية السورية و الطيور و الأسماك التي تعيش في سوريا ، و كذالك تماثيل لأشخاص يرتدون الزي السوري. و يحتوي المتحف علي العديد من الحقائب و الاقمشة و بعض القباقيب الخشبية المطعمة بالصدف التي كانت ترتديها العروس ليلة عُرسها لتبدو طويلة القامة و التي أهداها "أنطون إلياس أسطفان" التاجر بسوق الحميدية بدمشق للمتحف .كما يوجد به تماثيل تبرز ملابس و حياة المواطن السوري في ذلك الوقت. يذكر، أن المساحة الكلية للمتحف الزراعي 125 ألف متر، تشغل مباني المتحف منها حوالي 20 ألف متر مربع، وباقي المساحة عبارة عن حديقة كبيرة تضم عدة أشجار وشجيرات ونباتات نادرة وحديقتين علي الطراز الفرعوني، كما أن المتحف يضم قاعة سينما ومعامل للترميم والصيانة والتحنيط.