توسلت الزوجة إلي زوجها مرارا أن يقلع عن تناول الحبوب المخدرة وتدخين الحشيش حرصا على صحته ورحمة بها وبطفلهما ابن العامين .. وعدها الزوج بالإقلاع عن المخدرات ولم يكن يعلم ماذا يخبئ له القدر وطبع قبلة على جبين طفله الصغير المستغرق في نوم عميق. وتوجه صباحا إلي محل عمله حيث يقوم بتصليح الهواتف المحمولة وبيع كروت الشحن مودعا زوجته والتي تسلل إلي داخلها الخوف والقلق وشعورها بأنها لن تراه مرة ثانية. جلست الزوجة في انتظار عودته حتى غلبها النعاس لتستيقظ على صوت الهاتف المحمول ليخبرها أحد الأشخاص بالعثور على جثة زوجها مقتولا بجوار احد العقارات بمدينة العاشر من رمضان، أطلقت الزوجة صرخة مدوية ووقعت مغشيا عليها وتفيق على صرخات طفلها الصغير الذي احتضنته إحدى جاراتها ، لتنتشله من يدها بطريقة لا إرادية وتهرول مسرعة إلي نيابة التل الكبير لمعرفة تفاصيل واقعة قتل زوجها بينما غط الطفل في نوم عميق بعد أن أنهكه الصراخ والبكاء. ليهدأ من روعها شريف رشاد وكيل أول النيابة ويخبرها بما ورد بتقرير تحريات المباحث حيث أفاد أنه أثناء قيام الزوج بشراء المخدرات من أحد التجار اختلف معه على السعر وحدثت مشادة بينهما انتهت بقتله وإلقاء جثته بجوار احد العقارات.. انهارت الزوجة في البكاء مرة أخرى واستطردت قائلة: "كانت متعته المفضلة طلبت منه مرارا وتكرارا الإقلاع عن كل ذلك خوفا مني علي صحته وحبي الشديد له ولطفلنا الذي أصبح يتيما ".. لتنساب الدموع على وجنتيها وتتساقط قطراتها فوق وجه الصغير وهو بين يديها ليصحو من نومه وينظر إليها بابتسامة وبراءة شديدة كما لو كان يبعث بداخلها الصبر على مصابها. انصرفت الزوجة بعد أن أخبرها وكيل النائب العام بإصدار قراره بدفن جثة الزوج بعد العرض على الطب الشرعي وسرعة تحريات المباحث للقبض على الجاني.