قال الكاتب الصحفي اللبناني الجنسية والفلسطيني الأصل جهاد الخازن، إن جماعة الإخوان تحاول سرقة ذكري نصر 6 أكتوبر، وسيفشلون، مضيفاً:" هم خبر أمس.. أو بضاعة انتهت مدة صلاحيتها". وأضاف – خلال مقال له بصحيفة الحياة اللندنية نشرته، الأحد 6 أكتوبر، بعنوان " تخريب مصر عمداً"- أن التظاهرات المليونية المزعومة تحولت إلي بضع مئات وأحياناً عشرات، وحتى هؤلاء يواجهون ظاهرة جديدة هي تصدي المواطنين لهم ومهاجمتهم، أو شتمهم والسخرية منهم. وتابع الخازن:"أعتقد أن قيادات الإخوان المسلمين تعرف أن محمد مرسي لن يعود رئيساً فتحاول تخريب مصر.. لا أتهم الأعضاء البسطاء، وإنما القيادات، فالحزب الديني، في كل بلد، يعتمد على الأميين وأنصاف المتعلمين والفقراء والمساكين، ويقنعهم بأن ربنا سيرزقهم، وينتظر الناس حتى يملّوا الانتظار". وأضاف:"لو كانت مصر تنعم باقتصاد مزدهر وأمن مستتب وحريات شخصية ضمن نظام ديمقراطي، لما بقي عند الإخوان المسلمين ما يقدمون إلى "الغلابة" من الناس، لذلك فهم يسعون إلى تخريب مصر لأن شعبيتهم تعتمد على الخراب". وأوضح:"أدرك أنني أقسو وأسجل أن هناك بين الأنصار من يريد أن يعمل ويجدّ ويجتهد، إلا أن الصورة العامة هي ما رسمت". وكتب:"عبر تاريخ العالم المكتوب كانت الحروب الدينية الأسوأ والأعنف في التاريخ، وهي بدأت قبل نزول الديانات التوحيدية الثلاث، واستمرت بين دين وآخر، أو ضمن الدين الواحد، ودخلنا القرن الحادي والعشرين وقد تقلصت الحروب الدينية في العالم كله واشتدت في بلادنا". وقال:"كانت مصر بغنى عن هذا كله لولا الأخطاء القاتلة للإخوان المسلمين في الحكم.. فأهل مصر جميعاً من المسلمين السنّة، مع أقلية مسيحية لا تتجاوز عشرة في المائة من السكان وربما أقل.. مع ذلك، كانت شعارات الجماعة كلها دينية في وجه معارضة غالبيتها العظمى من أبناء دينهم..وهكذا كان، وفي سنة واحدة خسر الإخوان الشعبية التي أوصلتهم إلى الحكم، وجلست أراجع درس التاريخ..لا احتاج أن أحكي للقارئ العربي عن الحروب الصليبية وحملاتها التسع على بلادنا، وإنما أحكي له شيئاً من تاريخ هو أقل إطلاعا عليه اسمه "الحروب الدينية الأوروبية" بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، ولعل بدءها كان في الحركة الإصلاحية للكنيسة التي قادها مارتن لوثر ثم جون كالفن، وانتهت بالمذهب البروتستانتي الذي انتشر في غرب أوروبا وشمالها (حتى اليوم شمال ألمانيا فيه غالبية بروتستانتية وجنوبها فيه غالبية كاثوليكية". واستطرد:"الحروب الدينية الأوروبية استمرت حوالي 120 سنة بدءاً بحرب الفلاحين الألمان سنة 1524 وانتهاء بحروب ممالك انكلترا واسكتلندا وكونفيدرالية ويلز سنة 1648.. هذه الحروب شهدت فظائع هائلة، وأدّت في النهاية إلى فصل الدين عن الدولة وبدء النهضة الأوروبية الكبرى.. الحضارة الأوروبية لم تمنع اللاسامية الكامنة التي انتهت بالنازيين والمحرقة التي قتل فيها ستة ملايين يهودي". وتابع:"مقالي هذا كتبته عشية أعمال الشغب التي يهدد بها الإخوان المسلمون بها أبناء شعبهم.. وفي حين لا أتوقع تجاوباً كبيراً مع حملة الجماعة، فهذا ما رأينا عبر الصيف، إلا أنني أخشى أن يكون الإخوان يسعون إلى مجزرة يستدرّون بها العطف فيلقون المغرّر بهم في مواجهة غير متكافئة مع قوات الأمن ليموتوا.. اليوم لا أرجو من ربي سوى عدم وقوع إصابة واحدة في صفوف الإخوان أو خصومهم".