أمريكا تنتقد أوضاع حقوق الانسان في مصر.. أمريكا بطل العالم في العنف والتسلط والجبروت وانتهاكات حقوق الانسان العربي والمسلم تنتقد حقوق الانسان في مصر. نعم لدينا بعض اشكاليات في مجال حقوق الانسان وبعض المشاكل في مجال الحريات الأساسية وبعض المشاكل في التمييز ضد الأقباط سبق وأن تناولتها في مقالي. لكن أي حقوق انسان التي تنادي بها أمريكا بلد الانتهاكات ورئيس عصابة وقراصنة العالم؟؟ من يراجع ميثاق الأممالمتحدة سيجد في ديباجته اننا فشلنا في فهم الأخ الأمريكي حتي هذه اللحظة تقول ديباجة الميثاق. "إننا نؤكد من جديد أن ايماننا بالحقوق الاساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدراته وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية". والسؤال أين أمريكا من هذا الميثاق انظروا إلي بؤر التوتر والحروب والفتن الطائفية ستجد الأخ الأمريكي.. انظروا إلي فلسطين والسودان والعراق وأفغانستان وباكستان ستجدون الأخ الأمريكي. من أمريكا وكيف نشأت؟ هذا هو مربط الفرس.. فتلك القارة التي تشكلت من عناصر أنجلو ساكسونية أغلبها من العرق البريطاني الابيض قامت بحملات إبادة جماعية شاملة ضد سكان القارة الأصليين من الهنود الحمر وكانوا يتنافسون علي من يقتل هنوداً أكثر وكان البحارة والتجار يجوبون أفريقيا لاختطاف أفارقة سود أقوياء وتحويلهم إلي عبيد إذن أمريكا قامت علي إبادة السكان الأصليين لافساح مجال للمستوطنين الجدد "نفس المنهج الإسرائيلي". وطبيعي في ظل هذا أن تخلق مجتمعا مشوها عنيفا شرها إلي سفك الدماء. أما التنويع الديني فيشكل فيه "البروتستانت" القوة الاكبر المهيمنة علي السياسة والحكم والاقتصاد والفكر الديني والبروتستانتية الامريكية تقوم علي فكر "كالفن" الداعية الفرنسي الذي طور ماجاء به مارتن لوثر معتمدا علي العهد القديم كأساس للعهد الجديد. ويري كالفن ان العرق الأبيض هو أسمي العروق في العالم وأن البروتستانت هم اسمي المسيحيين وأسمي الديانات وأن العبودية قدر الهي وعلي العبيد قبول ذلك وتبني كالفن فكرة شعب الله المختار اليهودي لارتباطه بالتوراة وظل ذلك المذهب الفكري والعقائدي للقادة الامريكيين. مثلا لا يجوز رئاسة أمريكا إلا لابيض بروتستانتي لكن شذت القاعدة في كيندي الكاثوليكي وتم اغتياله وأوباما الاسود واتمني له نفس المصير. الفلسفة الامريكية "حامي الحريات" تقوم علي فكرة الاستعمار القذر أي سرقة الأرض وتهميش أو طرد أصحابها. أما الثوابت الخمسة التي رافقت أمريكا فهي "عقيدة الاختيار الإلهي والتفوق العرقي والثقافي والدور الخلاصي للعالم وقدرية التوسع اللانهائي وحق التضحية بالآخر". هذه الثوابت ويتحدثون عن ملفات حقوق الانسان في العالم دون أن يتعرضوا للانتهاكات التي يقومون بها تجاه المهاجرين والسود والنساء والتعذيب الذي أصبح نمط حياة داخل أمريكا.. ولا يريدون ان يقولوا أن 12% من الامريكيين سود يشكلون 42% من المساجين وهم أي السود الاكثر فقرا.. ياناس اختشوا!!