استنكر ثلاثة من كبار قيادات الأزهر ودار الإفتاء، في تصريحات لجريدة الشرق الأوسط، نشرتها في عددها الصادر الجمعة 26 يوليو، الرسالة الأخيرة لمرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، بشأن ما يحدث في مصر. وذكرت الصحيفة أن بديع قال في رسالته إن ما فعله وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالبلاد، يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا. وتابعت الصحيفة: "يختبئ المرشد بديع في مكان ما في القاهرة، ومطلوب القبض عليه من السلطات المصرية حاليا في تهم عديدة من بينها التحريض علي القتل وعلي العنف وعلى الإرهاب. وقالت:"وافق اثنان من مستشاري الأزهر على التعليق على رسالة المرشد بشرط عدم ذكر اسميهما بسبب حساسية الموضوع في وقت حرج تمر به البلاد". وقال هذان المستشاران، إن شيخ الأزهر د.أحمد الطيب، شعر باستياء شديد مما تضمنته رسالة بديع، بينما قال مستشار لمفتي مصر الموجود في زيارة عمل خارج البلاد، إن رسالة بديع تعكس حالة من اليأس والتخبط الذي تعيشه جماعة الإخوان داخل مصر وخارجها. ومن جانبه قال مسؤول آخر في مشيخة الأزهر إن الأزهر يعفه في مثل هذه الظروف أن يرد على مثل هذه الأحاديث التي لا تريد الخير للبلاد. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه:"الأزهر يرفض استخدام الدين في أمور السياسة"، مؤكدا أن موقفه واحد من رفض إراقة الدماء ودعمه لاستمرار المصالحة الوطنية ويدعو الجميع لضبط النفس. وقال علماء أزهريون إن مرشد الإخوان قصد توجيه رسالة تحريضية لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ضد الفريق أول السيسي مفادها أنه السبب في القتل والدماء التي تسيل في الشوارع لعزله مرسي، مؤكدين:"هو إسقاط لم يوفق فيه مرشد الإخوان. وأضاف عضو الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشيخ رسمي عجلان، أن مرشد الإخوان عمل إسقاطا للحديث الشريف، لكن الحديث لم يأت بهذا الشكل، فالرسول يقول "إن قتل امرئ مسلم أو إهدار دم امرئ مسلم يساوي عند الله هدم الكعبة حجرا حجرا". وتساءل: "هل الفريق أول السيسي الآن هو الذي قتل من قتلوا في الشوارع؟ أم الذي قتل من قام بالبلطجة؟"، لافتا إلى أن الأيدي التي تقتل هي من تحمل هذا العبء "في إشارة لأنصار الرئيس المعزول" وليس الفريق أول السيسي. وقال عجلان:"قول مرشد الإخوان إن السبب في إزهاق الأرواح في الشوارع هو الفريق أول السيسي لعزله مرسي.. هو إسقاط غير موفق فيه، والمرشد قصد توجيه رسالة تحريضية لأنصار الرئيس المعزول ضد وزير الدفاع للتظاهر ضده يوم الجمعة". وأضاف الشيخ عجلان مخاطبا مرشد الإخوان:"أنت معارض وسلمي.. وتقسم أنك على السلمية دائما وأبدا، فلماذا تحرض على القتل؟ فالمحرض على القتل كالقاتل". وعلق د.سالم عبد الجليل، المستشار الديني للقوات المسلحة ، على رسالة مرشد الإخوان بقوله إن الإنسان الجريح المكلوم، إنما يقول كلاما، ربما تكون فيه بعض المبالغات. وأضاف عبد الجليل:"اعتدت دائما أن الإنسان الجريح المكلوم، لا يُعلق على كلامه، ودائما يقول كلاما، ربما تكون فيه بعض المبالغات.. فلا يؤخذ به". على صعيد متصل أصدر الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمقيم في قطر، بيانا بأن دعوة السيسي للمصريين بالتظاهر (الجمعة) تؤدي إلى حرب أهلية في مصر بعدما استطاع المتظاهرون (في إشارة لمؤيدي مرسي) أن يصمدوا على سلميتهم أمام القتل والإرهاب والتخويف (في إشارة للجيش والشرطة) طوال ما يقرب من شهر. وجاءت رسالة بديع وفتوى القرضاوي القيادي في التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، بعد دعوة الفريق أول السيسي للمصريين للاحتشاد في الميادين لتفويضه بالتصدي للإرهاب ومواجهة عنف الإسلاميين الذين ينتمي إليهم الرئيس المعزول. وكتب بديع في رسالته:"أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا».. ودعا المرشد، أعضاء الجماعة وأنصارها، إلى تظاهرات سلمية لرفض (الانقلاب العسكري) في إشارة إلى عزل مرسي عن السلطة في 3 يوليو الحالي".