اليوم نعيش لحظة تاريخية .. تلتقي فيها ملحمتان.. ليتأكد الجميع أن الشعب المصري وجيشه كيان واحد منذ مينا موحد القطرين.. في الملحمة الأولي عبر الجيش وساند الشعب.. وفي الثانية عبر الشعب وساند الجيش.. ففي العاشر من رمضان الموافق السادس من أكتوبر عام 1973 عبرت القوات المسلحة المصرية قناة السويس وحطمت خط برليف وقضت على أسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر.. نعيش اليوم هذه الذكرى العظيمة في وقت تمر به مصرنا الغالية بمنعطف تاريخي هام.. ففي الثلاثين من يونيو الماضي اندلعت ثورة جبارة لتصحيح مسار ثورة الخامس من عشرين من يناير وساند الجيش الوطني المصري هذه الموجة الثورية الجديدة.. ولكن يسعى تنظيم الاخوان، الذي اختطف ثورة يناير، لتوفير خروج آمن لقياداته وذلك من خلال العمل على أربعة محاور: المحور الأول : إثارة حالة من الفوضى في البلاد من خلال خلق بؤر للقلاقل في إشارة رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة.. ومختلف المحافظات.. ثانيا: تفجير الوضع في سيناء بتصعيد الجهاديين المتحالفين مع الاخوان لعملياتهم ضد قوات الجيش والشرطة ثالثا: شن حرب إعلامية باستخدام قناة الجزيرة القطرية والتي ثبت للجميع أنها الذراع الاعلامي للاخوان رابعا: شن حرب دبلوماسية في المحافل الدولية تقودها تركيا ورئيس وزرائها أردوغان.. والحقيقة الماثلة أمام الجميع هي نجاح تحالف الشعب والجيش والشرطة في التصدي لهذه المؤامرات وعلى كافة المستويات حيث تم إحباط القلاقل التي يثيرها الاخوان وحلفاؤهم والتي أفقدتهم التعاطف تماما في الشارع المصري ولسنوات طويلة قادمة.. كما يشن جيشنا الباسل حرب التحرير الثانية في سيناء وتحديدا في جبل الحلال ضد آلاف الارهابيين الذين أطلق المعزول مرسي سراحهم والذين سمح لهم بالمجئ إلى مصر من أفغانستان وغيرها.. وقد حققت قواتنا انتصارات ساحقة هناك.. وأما عن الجزيرة ففقدت مصداقيتها تماما في الشارع المصري ولم يعد يشاهدها سوى الاخوان وحفلائهم .. ونتذكر جميعا مشهد طرد مندوبي هذه القناة من أحد المؤتمرات الصحفية لنعرف إلى أي منحدر وصلت.. وأما عن أردوغان الذي يكاد يجن منذ الاطاحة بمرسي الذي اتهم بالتخابر مع تركيا فان أبلغ رد عليه هو رفع صور المناضل الكردي عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني أمام مبنى السفارة في القاهرة.. لنذكر رئيس الوزراء التركي الذي يتشدق بالحديث عن الحرية والديمقراطية أنه محتل.. يحتل اقليما تعداد سكانه سبعة ملايين رغما عنهم وهم الأكراد.. ونؤكد لاردوغان ان أحلام الخلافة الاستعمارية ومذابح الأرمن قد انتهت إلى الأبد.. والأفضل أن يغطي نفسه جيدا قبل النوم..