أكدت صحيفتا "الراية" و"الشرق" القطريتان، في افتتاحيتهما اليوم الجمعة أن "الإعلان التاريخي" للزعيم الكردي عبدالله أوجلان الذي دعا فيه مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى التخلي عن العمل المسلح ضد الحكومة التركية، قد فتح عهدا جديدا للقضية الكردية بتركيا، مشددة على ضرورة أن يجد هذا الموقف الدعم والمساندة من المجتمع الدولي خاصة دول المنطقة. وقالت "الراية" - في افتتاحيتها - "إن إعلان أوجلان يمثل موقفا تاريخيا باعتبار أنه يحدث تغييرا جذريا في مواقف أوجلان خاصة أن اللغة التي استخدمها هي لغة السلام بتأكيده الوصول إلى مرحلة يجب أن يسكت فيها السلاح".
ووصفت الإعلان بأنه يشكل عهدا جديدا يجب أن يتم فيه تغليب السياسة والحوار والتفاوض على لغة السلاح والقتال حتى يعود الاستقرار إلى الشعب التركي بجميع طوائفه ومن بينها الأكراد، موضحة أن ذلك مرهون بالتزام حزب العمال الكردستاني بدعوة أوجلان لوقف الحرب خاصة أن الحكومة التركية أعلنت استعدادها لوقف عملياتها العسكرية إذا ما التزم الحزب بوقف القتال.
وأشارت إلى أن قرار وقف إطلاق النار الذي أعلنه اوجلان يؤكد أن خيار التفاوض السلمي هو الخيار الوحيد المقبول لحل الأزمة الكردية، وأن الصراع المسلح الذي استمر قرابة ثلاثة عقود أصبح رهانا خاسرا، مشددة على أن المطلوب الدخول في تفاوض مع الحكومة التركية لحل الأزمة وإنهاء التمرد الكردستاني وفتح عهد جديد من الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي لتركيا ويمكن الأكراد من المشاركة السياسية في إطار تركيا الموحدة.
وأضافت "أن القضية الكردية قد دخلت مرحلة دقيقة بقرار أوجلان التاريخى وهى مرحلة الانتقال من ثورة السلاح إلى الديمقراطية ومعترك العمل السياسى، مؤكدة أن المطلوب من جميع أطراف الأزمة بتركيا العمل على إنشاء نموذج يتعايش فيه الجميع كإخوة عبر إرساء دعائم الحرية والديمقراطية".
من جانبها، رأت صحيفة "الشرق" - في افتتاحيتها - أن هذا النداء الذي أطلقه أوجلان أمس يأتى في إطار عملية سياسية استمرت أشهرا مع الحكومة التركية، وأحيت الآمال في إنهاء هذا النزاع، وسبقت النداء سلسلة من مبادرات "حسن نوايا" شملت رفع العزلة المفروضة على أوجلان وطرح مشروعات قوانين لإطلاق المئات من الأكراد المعتقلين لموالاتهم حزب العمال الكردستاني، فيما أفرج الأكراد عن 8 أسرى أتراك.
وأشارت إلى أن الآمال تتعاظم في أن تشكل هذه المبادرة التاريخية خطوة كبيرة نحو السلام الشامل والاستقرار في المنطقة بأكملها، وهى خطوة تحتاج إلى الكثير من الدعم والمساندة داخليا وخارجيا للبناء عليها خلال عملية المفاوضات بين الحكومة والأكراد والتنبه لكل المحاولات التي تهدف لعرقلة العملية السلمية.
وقالت "الشرق" "إن إعلان الزعيم الكردي أوجلان تخلى حزب العمال الكردستاني عن العمل المسلح ودعوته لإسكات صوت المدافع وتغليب العمل السياسي، هو بالتأكيد تدشين لحقبة جديدة يشارك خلالها الجميع في بناء تركيا".