أدى الوزراء الجدد في أول تشكيل كامل للحكومة عقب ثورة 30 يونيو اليمين الدستورية أمام رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور. و يعد أداء هؤلاء الوزراء اليمين هو إيذانا ببدء تنفيذ خارطة الطريق التي رسمت ملامحها القوات المسلحة. ويضم التشكيل الجديد للوزارة 33 وزيرا، منهم 3 سيدات وتم فيها استحداث 3 مناصب كنواب لرئيس الوزراء وهم وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، و وزير التعاون الدولي الدكتور زياد بهاء الدين ، و وزير التعليم العالي الدكتور حسام عيسي. وتعد هذه الحكومة التي يرأسها الدكتور حازم الببلاوي هي الأولي بعد ثورة 30 يونيو والخامسة بعد ثورة يناير 2011 وتتميز هذه الحكومة بأنها حكومة انتقالية من التكنوقراط . وتقول وكالة أنباء الشرق الأوسط - في تقرير لها - إن "احتياج مصر في الوقت الحالي لحكومة التكنوقراط التي تعتمد علي الكفاءة لأهميتها في تلك المرحلة يرجع لعدة أسباب من بينها ارتفاع معدلات النمو السكاني وما يترتب عليها من مشكلات اجتماعية واقتصادية لا يمكن حلها إلا من خلال أفراد متخصصين قادرين علي اتخاذ قرارات رشيدة ". إن حكومة التكنوقراط هي الحكومة المتخصصة في الاقتصاد والصناعة والتجارة وغالبا تكون غير حزبية، فهي لا تهتم كثيرا بالفكر الحزبي والحوار السياسي، فهي قائمة علي تمثيل الكفاءات في وزارات الحكومة ليدفعوا الوطن للأمام دون أن يكونوا مشغولين بتمثيلهم الحزبي. والتكنوقراط هم النخب المثقفة الأكثر علما وتخصصا فى مجال المهام المنوطة بهم وهو النموذج الذي تم تطبيقه فى دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. وفى التسعينيات وحتى الآن لا تزال هناك بعض دول الغرب وبعض من دول آسيا مثل الصين واليابان يطبقون فكرة "التكنوقراط" فى بعض الحقائب الوزارية، حيث يرون أن هناك مؤسسات ووزارات لا تحتاج إلى سياسي بالدرجة الأولى بقدر ما تحتاج إلى خبير فى مجاله، وتكون تلك المؤسسات مؤسسات حيادية يتولاها خبير فى مجاله، يقوم بتنفيذ مشروع معين بآليات تنفيذ واضحة يتحقق من خلالها الجودة المنشودة. وبتشكيل تلك الحكومة يكون قد آن الآوان لكى يعود كل مصري إلي مساحته الخاصة تاركا العمل السياسي لأهله وأن يقبع كل مصري فى مكانه منتجا وعاملا ليساهم فى خروج مصر من هذه الدائرة المفرغة.