اهتمت الصحف الخليجية الصادرة الأحد 7 يوليو في دولتي الإمارات وقطر بتطورات المشهد المصري منذ مظاهرات 30 يونيو. ففي الإمارات، حذرت صحيفة "البيان" من أن "مصر الثورة" تواجه تحديات خطيرة مصدرها رفض الشرعية الثورية التي هتف لها ملايين المصريين في أكبر احتجاج جماهيري شهده العالم علي الإطلاق. وتحت عنوان "ثورة مصر والتشويش الإخواني"، أكدت الصحيفة أن الركوب على الديمقراطية بهدف تشييد دكتاتورية دينية تدعي القداسة هي من أكبر المخاطر التي تواجه أي مجتمع وبما أن مصر هي الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي فإن التصحيح الثوري الذي قام به ثوار الميادين بخلع الإخوان عن الحكم كان أسمى استجابة ديمقراطية للتحديات التي تواجهها مصر. وأشارت إلى أن خطاب مرشد الإخوان أول أمس لم يحمل أدنى حرص على مصر ومستقبلها إذ دعا بكل صراحة إلى الصدام مع الجيش المصري والمؤسسات التي تحفظ أمن مصر وحرض قيادات الجيش على بعضها وهذا فعل لم نشهد له مثيلا من إعلاء لمصلحة الجماعة على مصلحة الدولة وانعدام تام للمسؤلية تجاه الله والوطن. وقالت إن الخطاب كان برهانا قاطعا على أحقية الشعب المصري في القيام بثورته الثانية التي أطاحت بحكم المرشد، فالتحريض ضد مؤسسات الدولة لا ينم عن أدنى مسؤلية ويدعو إلى التفكك الاجتماعي والسياسي ويحرض المجتمع على الدولة وعلى بعضه بعضا. وأضافت أن مثل هذه الخطابات يضاف إلى سجل الجماعة التي فشلت في حكم مصر وأهدرت الفرصة تلو الأخرى وحولت الشرعية المزعومة إلى صك مقدس في وجه الشعب المصري. وأكدت أن التكاتف بين ثوار الميادين والجيش المصري سطر ملحمة الوطنية التي تميز بها جيش مصر طيلة تاريخه حيث الشعب هو صاحب الشرعية الحقيقية وهو المرجعية الوحيدة عندما يتعرض الدستور ومؤسسات الحكم إلى اغتصاب فرد أو جماعة. وتابعت "البيان" في ختام افتتاحيتها إن رد الفعل الإخواني على الثورة المصرية الثانية تبين أنه لا مشكلة لديهم في دفع الدولة إلى الانهيار بكل مؤسساتها في سبيل أن يعودوا إلى الحكم وليس لديهم مشكلة في الدفع بأنصارهم إلى الشارع لخلق مشهد متأزم يضع مصر على حافة الانهيار .. مؤكدة أن الرهان على الشعب المصري يظل هو الضمانة الحقيقية لمستقبل مصر. من جانبها، وتحت عنوان "العنف لاستعادة .. المجد الضائع"، قالت صحيفة "الخليج" كانت البداية في ميدان رابعة العدوية الذي تحول إلى منصة للتحريض من جانب قيادات "الإخوان" التي فضلت سلوك المواجهة والتحدي والخروج على إرادة ملايين المصريين التي قالت لهم "لا". وقالت إن جموع مؤيديهم انطلقت بعدها في الشوارع والميادين على وقع خطابات التحريض والانتقام تمارس شتى أشكال العنف حتى القتل ضد المصريين الذين رفضوا الإخوان في مختلف المناطق والميادين التي اصطبغت بدماء عشرات القتلى والجرحى ثأرا لخسارة السلطة وسعيا لاستردادها بالقوة والعنف وإثارة الرعب. وأوضحت أن هذه الدموية ليست في الحقيقة جديدة في تاريخ "الإخوان" بل هى جزء من تراثهم وتكوينهم ومعتقدهم الذي يقوم على السرية والتنظيم الحديدي وتوسل العنف ضد كل من يعترضهم أو يعارضهم وذلك منذ مرحلة التأسيس مرورا بكل المراحل التي عايشوا فيها الأنظمة السياسية وحتى الآن. وأكدت أنهم في الأساس يرفضون الديمقراطية ويكرهون الحرية والتعددية ومنذ اللحظة الأولى لتوليهم السلطة مارسوا المغالبة وليس المشاركة في محاولة مفضوحة للاستئثار وإقامة حكم الإخوان وتحويل مصر إلى مزرعة يعيثون فيها فسادا وينطلقون منها إلى الدول العربية الأخرى لتكون على مثالهم لذا لم يتأخروا في أن يمدوا أصابع الفتنة إلى غير بلد لتحقيق هدفهم. وقالت إن الإخوان فقدوا منذ الأيام الأولى لحكمهم الثقة في كل ما حولهم ولم يستمعوا إلا إلى الصوت الذي في داخلهم والداعي إلى الغلبة لذا حنثوا بكل الوعود والعهود التي قطعوها على أنفسهم أمام أصحاب الثورة وأهلها. وشددت الصحيفة على أن هؤلاء الذين نزلوا إلى الشوارع لزعزعة أمن مصر واستقرارها من خلال العنف والتخريب لعلهم يستعيدون "مجدهم الضائع" لن يقدروا على إعادة عقارب الساعة إلى الوراء .. مشيرة إلى أنه إذا كانوا يستطيعون التخريب ونشر الفوضى والقتل فإن هذا بعض معتقدهم وأصل ممارستهم. وأضافت أن ثوار الميادين والأحزاب والقوى الوطنية المنخرطة في الثورة وقيادة القوات المسلحة وشيخ الأزهر وبابا الأقباط أعلنوا أن حضن مصر واسع ويستوعب كل أبنائها وأن لا إقصاء لأحد ولا استئثار بالسلطة وأن ما جرى ليس انقلابا إنما تصحيح لمسار الثورة وأهدافها. وتساءلت "الخليج" في ختام افتتاحيتها .. هل يدرك الإخوان أن مصر فوق الجميع ويعودون إلى رشدهم وليس إلى مرشدهم ويتخلون عن أوهامهم وينخرطون في عملية البناء والأمن كما فعل الآخرون. أما في دولة قطر، فقد حذرت صحيفة (الوطن) من خطورة انزلاق مصر إلى دائرة العنف .. مؤكدة على أن اللجوء للعنف لن يحل خلافا ولن يساعد على انتقال الدولة إلى البدء في جهد تنموي يعوض الخسائر التي لحقت بالاقتصاد المصري. وأكدت الصحيفة أن العنف الذي انتشر في عدة محافظات مصرية يوم الجمعة الماضي والذي تسبب في مقتل 35 قتيلا و1404 مصابين يعني أن الشرخ الذي قسم النخبة السياسية المصرية قد ظهرت آثاره بخطورة شديدة في الشارع. وشددت على أن العنف لن يساعد في إقامة مؤسسات الدولة والتوجه إلى المستقبل .. مضيفة أن التشتت السياسي بين مكونات الجماعة الوطنية المصرية واستمرار التربصات والتراشق الإعلامي لا يمكن أن يفضي إلى الاستقرار الذي تحتاجه مصر بعد طول اضطرابات وبعد غياب الثقة بين مكونات الجماعة الوطنية المصرية. وطالبت الصحيفة - في ختام افتتاحيتها - بالاستعانة بالحوار الوطني من أجل حل هذه التراكمات ولفتح صفحة جديدة تزداد فيها اللحمة الوطنية تحت سقف ديمقراطي يكون الاعتبار الأول فيه للإرادة الشعبية التي لا يجب أن تعلوها إرادة .. مشددة على قدرة الأشقاء في مصر على الانتقال إلى طاولة الحوار بدلا من هذا العنف الذي تسيل فيه الدماء ويعمق الخلاف الذي يباعد بين الأخوة في الوطن الواحد والمصير.