اهتمت الصحف الخليجية الصادرة اليوم الأحد في دولتي الإمارات وقطر بتطورات المشهد المصري منذ مظاهرات 30 يونيو. ففى الإمارات، حذرت صحيفة (البيان) من أن "مصر الثورة" تواجه تحديات خطيرة مصدرها رفض الشرعية الثورية التي هتف لها ملايين المصريين في أكبر احتجاج جماهيري شهده العالم على الإطلاق. وتحت عنوان "ثورة مصر والتشويش الإخواني"، أكدت الصحيفة أن الركوب على الديمقراطية بهدف تشييد دكتاتورية دينية تدعي القداسة هى من أكبر المخاطر التي تواجه أي مجتمع وبما أن مصر هى الركيزة الأساسية للأمن القومي العربي فإن التصحيح الثوري الذي قام به ثوار الميادين بخلع الإخوان عن الحكم كان أسمى استجابة ديمقراطية للتحديات التي تواجهها مصر. وأشارت إلى أن خطاب مرشد الإخوان أول أمس لم يحمل أدنى حرص على مصر ومستقبلها إذ دعا بكل صراحة إلى الصدام مع الجيش المصري والمؤسسات التي تحفظ أمن مصر وحرض قيادات الجيش على بعضها وهذا فعل لم نشهد له مثيلا من إعلاء لمصلحة الجماعة على مصلحة الدولة وانعدام تام للمسؤلية تجاه الله والوطن. وقالت إن الخطاب كان برهانا قاطعا على أحقية الشعب المصري في القيام بثورته الثانية التي أطاحت بحكم المرشد، فالتحريض ضد مؤسسات الدولة لا ينم عن أدنى مسؤلية ويدعو إلى التفكك الاجتماعي والسياسي ويحرض المجتمع على الدولة وعلى بعضه بعضا. وأضافت أن مثل هذه الخطابات يضاف إلى سجل الجماعة التي فشلت في حكم مصر وأهدرت الفرصة تلو الأخرى وحولت الشرعية المزعومة إلى صك مقدس في وجه الشعب المصري. أما في دولة قطر، فقد حذرت صحيفة (الوطن) من خطورة انزلاق مصر إلى دائرة العنف ، مؤكدة على أن اللجوء للعنف لن يحل خلافا ولن يساعد على انتقال الدولة إلى البدء في جهد تنموي يعوض الخسائر التي لحقت بالاقتصاد المصري. وأكدت الصحيفة أن العنف الذي انتشر في عدة محافظات مصرية يوم الجمعة الماضي والذي تسبب في مقتل 35 قتيلا و1404 مصابين يعني أن الشرخ الذي قسم النخبة السياسية المصرية قد ظهرت آثاره بخطورة شديدة في الشارع. وشددت على أن العنف لن يساعد في إقامة مؤسسات الدولة والتوجه إلى المستقبل ، مضيفة أن التشتت السياسي بين مكونات الجماعة الوطنية المصرية واستمرار التربصات والتراشق الإعلامي لا يمكن أن يفضي إلى الاستقرار الذي تحتاجه مصر بعد طول اضطرابات وبعد غياب الثقة بين مكونات الجماعة الوطنية المصرية. وطالبت الصحيفة – في ختام افتتاحيتها – بالاستعانة بالحوار الوطني من أجل حل هذه التراكمات ولفتح صفحة جديدة تزداد فيها اللحمة الوطنية تحت سقف ديمقراطي يكون الاعتبار الأول فيه للإرادة الشعبية التي لا يجب أن تعلوها إرادة ، مشددة على قدرة الأشقاء في مصر على الانتقال إلى طاولة الحوار بدلا من هذا العنف الذي تسيل فيه الدماء ويعمق الخلاف الذي يباعد بين الأخوة في الوطن الواحد والمصير.