مازالت جماعة الإخوان تصر على الاستمرار فى انتحارها السياسى الذى بدأته بإدارة «مرسى» الفاشلة للبلاد، وتوج هذا الفشل، بخطابين تطاول فيهما على الشعب المصرى بكل أطيافه ومؤسساته الوطنية، وتجاهله ثورة المصريين العارمة، والذى فعلته «الجماعة» ليلة أمس الأول تأكيد على أن «الجماعة» لا تريد خيراً للوطن ولا المواطن، عمليات الترويع التى حاولت «الجماعة» أن تنفذها فى الشعب المصرى باءت جميعها بالفشل الذريع على عتبة الجيش المصرى العظيم الذى تصدى لكل محاولات الإرهاب اليائس. فى خطاب المرشد بين أتباعه وأعوانه بميدان رابعة العدوية، كانت لهجة التحريض سائدة بشكل مخيف، تحدث فيه عن «الشرعية» فأى شرعية هذه التى يتحدث عنها، أمام شرعية ثورية هادرة خرجت فى كل شوارع وميادين مصر؟ الشعب هو أكبر سلطة فى البلاد وهو الذى يمنح الشرعية أو يسلبها، طبقاً لأى دستور حتى دستور الإخوان الأعرج الذى وضعوه،أعطى الشعب سلطة الشرعية وبما أن جماهير المصريين عن بكرة أبيها خرجت مطالبة بإسقاط النظام ورحيل «مرسى» تكون كلمته هى العليا، فالأمة فوق الحكومة و الحق فوق القوة.. وفى الوقت الذى تمد القوى السياسية والوطنية كلها أيديها إلى جماعة الإخوان، والمعاملة الكريمة التى تلقاها «مرسى» من الجيش، نفاجأ بهؤلاء يفعلون ما فعلوه ليلة أمس الأول. لا أحد يمنع متظاهرين سلميين من التظاهر والتعبير عن الرأى، لكن أن يفعل المرشد ما فعله فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، اللهجة التحريضية التى فعلها مع أنصاره، لينطلقوا بعدها إلى ترويع المصريين، هى جريمة تحتاج إلى إنزال العقاب عليه، فليس هو فوق القانون ولا أحد مهما كان يعلو على القانون.. إن دماء المصريين التى سالت ليلة أمس الأول، وقبلها دماء مصرية كثيرة هى مسئولية «مرسى» والمرشد الذيت حرضا أنصارهما وأتباعهما على هذه التصرفات الحمقاء التى لا تجدى ولا تفيد، ولا تؤثر فى أى مصرى، إذا كانت الجماعة ومرشدها ومرسى يتوهمون أن هذا ممكن أن يرعب أو يخيف المصريين فهم جميعاً واهمون ولا يعقلون الأمور، كالمصريون العظماء الذين أسقطوا هذا النظام الفاشستى لايمكن أن يتراجعوا عن مواقفهم الخالدة فى رفض القهر والظلم، أو تمكين ولاية الفقيه بالبلاد. المرشد تطاول بما فيه الكفاية على الجيش والأزهر والكنيسة والإعلام وهى نفس السياسة التى نفذها «مرسى» عندما تطاول على كل مؤسسات الدولة وعلى جموع المصريين الهادرة في الشوارع والميادين.. لغة التهديد والوعيد بحرق العباد والبلاد، تصوروا أنها ستجدى أو تنفع، هم جربوها قبل ذلك عند الانتخابات الرئاسية، ولأن المؤسسة العسكرية فى الأصل لم ترغب فى الاستمرار بالحكم ولديها رغبة مؤكدة لتسليم السلطة وظنت «الجماعة» أنها عندما نشرت شائعات بأن الجش يريد الاستمرار فى الحكم وأطلقت أتباعها بالهتاف ضد المؤسسة العسكرية «يسقط حكم العسكر».. كل هذه التصورات الخاطئة تصوروا أنها هى التى أوصلت إلى الحكم، فى حين أن الجيش كان حارساً أميناً على ثورة المصريين وسلم السلطة إلى الرئيس المنتخب ولما انقلب هذا الرئيس على الديمقراطية والحرية، رفضت جموع المصريين ذلك وأسقطته لأن شرعية الميدان أقوى وأهم من أى شرعية، فالشعب هو مانح السلطة وسالبها. عادت من جديد «الجماعة» تمارس هذه السياسة الخاطئة وصور لها خيالها المريض أنها سياسة ناجحة، وكانت النتيجة أن تصدى جيش مصر العظيم الذى حمى ثورة المصريين ولا يزال حارساً أميناً عليها، لكل محاولات الإرهاب البائس.قلت فى الأيام الماضية إن «الجماعة» قد انتحرت سياسياً، ولا حل لهم إلا أن يمدوا أيديهم إلى الجميع من باقى القوى السياسية وتعود الجماعة إلى صفوف المعارضة تمارس دورها، وتفتح صفحة جديدة من العمل السياسى.. لكن يبدو أن المرشد وأتباعه وعلى رأسهم «مرسى» طبعاً لا يفهمون سياسة ولا يحزنون ولا يعنيهم الأمر من قريب أو بعيد.. وإن لم يرتدعوا عن هذه التصرفات الحمقاء لن يكون لهم بقاء بين المصريين الذين لفظوهم جراء ما تقترف أيديهم من إثم فى حق الوطن والمواطن.