انتفضت الزوجة علي طرقات باب الشقة المتواصلة بينما يلوح الزوج لها بيده وبشفاه مرتعشة عجزت الكلمات عن اختراقها بينما هي لم تبال حيث انتابتها حالة من الذعر والهلع تمنت أن تسبق ساقيها الريح لمعرفة من بالباب. أثقلت رأسها بالتساؤلات من الخوف الذي تملكها كلما ازدادت الطرقات لتجر قدميها بصعوبة شديدة. فالأمر غير مطمئن وهناك خبر غير سار، وما أن همت بفتح الباب لتفاجأ بإحدي السيدات تدفعها لتسقط فوق الأرض بينما تنقض عليها فتاة كالأسد الجائع وأخذتا يركلاها بقدميهما وصفعاها علي وجهها ليتجمع الجيران علي صراخها المدوي وبكاء أطفالها الصغار الذين اتخذوا أحد أركان الغرفة من شدة الخوف وعجزهم عن مساعدة والدتهم وانقاذها من بين براثن هاتين المتوحشتين خاصة بعد أن قامت إحداهما بإلقاء كمية كبيرة من الشطة لتخترق عين الزوجة وأجزاء متفرقة من جسدها بعد أن جردتها الأخري من ملابسها. تحفظ الجيران عليهما وقبل أن يحضر رجال الشرطة طلبت المرأة منهم أن يستمعوا لها بينما يخرج الزوج من غرفته متكئا علي عصاه حيث أنه مصاب بجلطة ويعاني من صعوبة في النطق. وتفجر المرأة مفاجأة وقعت علي رأس الزوجة كالصاعقة عندما أشارت إلي الزوج قائلة " الراجل ده جوزي وطلقني بسبب مراته دي" وانطلقت في البكاء بينما تشاركها ابنتها الدموع. واستطردت قائلة لقد أحببته واحسست معه بالأمان ووافقت علي الزواج منه عرفيا رغم رفضي للمبدأ خاصة بعد انفصالي عن زوجي الأول لكنه نجح في الاستحواذ علي عواطفي، وبعد فترة من زواجنا فوجئت بأحد أصدقائه والشاهد علي ورقة الزواج العرفي يبلغني بأنه قام بتطليقي ولا يرغب في الابتعاد عن زوجته الأولي وأولاده. طار عقلي وقررت الانتقام من زوجته، خاصة بعد أن نما إلي علمي بأنها حامل في الشهر السادس. انهمرت في البكاء وانتظر الجيران رد فعل الزوج والذي أشار إليهم بأن يتركوها تنصرف هي وابنتها مؤكدا بأنها كانت زوجته، بينما غابت الزوجة عن وعيها وأخذت تتنقل ببصرها حولها رغم شدة حرارة الشطة التي أستقرت بعينيها والدموع الساخنة التي تنهمر منهما كجمرات من النار. علي الفور توجهت إلي نيابة الوراق لتدلي بأقوالها وأمام شريف رشاد وكيل أول النيابة الذي باشر التحقيقات بإشراف ياسر عبد اللطيف رئيس النيابة قالت: "لقد ذبح زوجي وضرتي أنوثتي .. هو بعد أن اكتشفت أنه متزوج منها رغم خدمتي له طوال فترة مرضه ورعايته.. وهي لاعتدائها علي بالضرب والركل وقيامها وابنتها بتجريدي من ملابسي ورش كميات من الشطة اخترقت عيني وأماكن متفرقة من جسدي في محاولة لإجهاضي. وجاء قرار وكيل النائب العام بسرعة ضبط وإحضار المتهمة وابنتها وعرض الزوجة علي الطب الشرعي لبيان مابها من إصابات.