دعا وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إيران إلى الالتزام التام بمبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل، والمواثيق الدولية التي تنص على عدم جواز التدخل في الشئون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وعبر المجلس في ختام اجتماع أعمال الدورة 126 بمقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض برئاسة الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين ، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، عن أسفه لعدم إحراز تقدم في المباحثات التي جرت مؤخراً في كازاخستان بين مجموعة 5+1 وإيران ، وعدم استجابة إيران للجهود الدبلوماسية الهادفة إلى حل موضوع برنامجها النووي بشكل سلمي. وأشادت دول المجلس في البيان الختامي بموقف مجموعة 5 + 1 بعدم قبول طلب جمهورية إيران الإسلامية إدراج مسألة الأوضاع في كل من سوريا ومملكة البحرين في أية مفاوضات بين الجانبين ، عادةً هذا الطلب تدخلاً في الشئون الداخلية للدول العربية ودليلاً على استمرار إيران في المماطلة ، وعدم جديتها في الوصول إلى حل نهائي يزيل الشكوك الإقليمية والدولية التي تحيط ببرنامجها النووي. وفيما يتعلق بأمن الخليج، جدّد المجلس الوزاري التأكيد على مواقفه الثابتة الرافضة لاستمرار احتلال جمهورية إيران الإسلامية للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة ، والتي شددت عليها البيانات السابقة، كما أكد المجلس في هذا الخصوص دعم حق السيادة للإمارات على جزرها الثلاث، والتعبير عن الأسف الشديد لعدم إحراز الاتصالات مع إيران أي نتائج ايجابية من شأنها التوصل إلى حل قضية الجزر الثلاث بما يسهم في تعزيز أمن المنطقة واستقرارها، فضلا عن أن أي ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث لاغية وباطلة ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات على جزرها الثلاث. واستنكر المجلس الوزاري الجولة التفقدية التي أُعلن أن أعضاء لجنة الأمن القومي وشؤون السياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني يعتزمون القيام بها إلى الجزر الإماراتيةالمحتلة طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى ، معتبراً ذلك انتهاكاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها، ولا يتماشى مع الجهود والمحاولات التي تبذل لإيجاد تسوية سلمية، ويدعو المجلس إيران إلى الامتناع عن القيام بمثل هذه الخطوات الاستفزازية. وحول الوضع السوري، استعرض المجلس الوزاري مستجدات الوضع في سوريا في ضوء ما يحدث على الساحتين السورية والدولية ، مؤكدا أهمية السعي لتوحيد الرؤية الدولية في التعامل مع الأزمة السورية ، وصولاً إلى عملية نقل سلمي للسلطة يوقف السفك اليومي لدم الشعب السوري الشقيق. وعد ما يقوم به النظام السوري من اعتداء وحشي وصل إلى استخدام صواريخ سكود المدمرة ضد المدنيين العزل ، يتطلب تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه، مطالباً ، في الوقت ذاته ، الأطراف المستمرة في تزويد النظام بالأسلحة والمساعدات بالتوقف عن ذلك ، مؤكداً مسؤولية مجلس الأمن في اتخاذ قرار وفق الفصل السابع، لحماية المدنيين ، وحفظ دم الشعب السوري وأمنه ، ووحدة سوريا واستقرارها ، ويحقق تطلعات الشعب السوري المشروعة.
وطالب الأطراف في سوريا والمجتمع الدولي التعاطي مع مبادرة رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الهادفة إلى الاتفاق مع أطراف النظام الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري على خطوات لنقل سريع للسلطة ، مطالباً مجلس الأمن بإصدار قرار ملزم يحدد منهجية واضحة وإطارا زمنيا للمحادثات. وأشاد بيان المجلس الوزاري، بنتائج المؤتمر الدولي رفيع المستوى لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي انعقد بدولة الكويت في 30 يناير 2013م برعاية الأممالمتحدة ، وذلك استجابة إلى التحديات الإنسانية الخطيرة التي يواجهها الأبرياء من أبناء الشعب السوري ، كما عبّر المجلس عن عميق امتنانه للدول والمنظمات والمؤسسات المانحة كافة التي تعهدت بتقديم مساهمات مالية تزيد عن 1.5 مليار دولار أمريكي ، لتحقيق الأهداف الإنسانية المرجوة من هذا المؤتمر ، ودعوة الدول والمنظمات الأخرى للمساهمة في التخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب السوري الشقيق . كما رحب المجلس الوزاري بنتائج مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي عقد في روما في الثامن والعشرين من فبراير 2013م . من جهة أخرى، رحب المجلس الوزاري بدعوة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين لإطلاق الحوار الوطني التوافقي في البحرين، ودعا المجلس الجميع للحفاظ على الروح الإيجابية التي سادت مجريات الحوار ، من أجل مواصلة مسيرة البناء والإصلاح في مملكة البحرين، مؤكدا على مواقف دول المجلس الثابتة والجماعية تجاه القضايا الإقليمية والدولية كافة بما يتفق والمصالح العليا لدول مجلس التعاون . وعن مستجدات العمل المشترك الخليجي، وافق المجلس الوزاري على توصية لجنة التعاون المالي والاقتصادي للقيام بإعداد دراسة إستراتيجية ربط نظم المدفوعات بدول المجلس وتفويض معالي الأمين العام بالتوقيع على عقد الدراسة. كما وافق على اعتماد التكاليف المالية اللازمة لتشغيل وصيانة مركز المعلومات الجمركي وإضافته لميزانية الأمانة العامة لعام 2013م. كما وافق على الميزانية المقترحة للسنة الأولى للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون (GCC STAT).