تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عما إذا كان مؤتمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الأفغاني حامد كرزاي هو الفصل الأخير في الحرب الأفغانية التي استمرت نحو 12 عاما؟ واعتبرت الصحيفة الأمريكية، في مقال افتتاحية أوردتها على موقعها الإلكتروني السبت 12 يناير، أنه رغم محاولة الزعيمين توضيح بعض التفاصيل المتعلقة بملامح فترة ما بعد الحرب الأفغانية، إلا أنه لا تزال هناك العديد من المسائل التي تحتاج وبشدة إلى المزيد من التفسير. ولفتت الصحيفة إلى بعض هذه المسائل منها تأكيد أوباما مرة أخرى على إعادة القوات الأمريكية الباقية في أفغانستان والبالغ عددها 66 ألفا إلى الولاياتالمتحدة بخطى ثابتة، إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى في هذا الصدد سوى أنه سيعلن في الأشهر القادمة عن المرحلة المقبلة من خفض حجم القوات الأمريكية في أفغانستان بشكل مسئول يحمي المكاسب التي حققتها القوات الأمريكية. وأضافت الصحيفة "وبرغم اتفاق الزعيمين على بدء المرحلة النهائية من عملية الإنتقال، لتتحول قوات التحالف إلى دور الدعم والإسناد اعتبارا من الربيع القادم، إلا أن القوات الأمريكية ستستمر في القتال إلى جانب الأفغان عند الحاجة، ولكن مهمتهم الرئيسية ستتمثل في التركيز على التدريب وإسداء النصح ومساعدة القوات الأفغانية". أما بالنسبة لفرص التواجد الأمريكي المستدام في أفغانستان بعد عام 2014 والتي تباحث الزعيمان بشأنها، حذرت الصحيفة من أن تباين المقترحات داخل الإدارة الأمريكية بشأن حجم هذه القوات والتي وصفها أوباما بأنها ستكون "ذات مهمة محدودة"، تتمثل في دعم قوات الأمن الوطني الأفغانية بما يجعلها قادرة وفعالة وتواصل الضغط على فلول القاعدة وفروعها، قد يسهم في زيادة عددها بدلا من خفضها، مشيرة إلى أن البيت الأبيض قد أشار إلى أنه يدرس بقاء مابين 3 آلاف إلى 9 آلاف، في حين أن وزارة الدفاع "البنتاجون" قدمت مقترحا ببقاء 20 ألفا من أفراد القوات الأمريكية. وخلصت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى أن الخطة الأمريكية لوضع حد لهذه الحرب المستعرة يبدو أنها تعتمد اعتمادا كبيرا على القوات الأفغانية التي يمكنها تأمين البلاد، مشيرة إلى أنه برغم من أن الرئيس أوباما حاول تحسين وتقليل نقاط الضعف الخطرة في المرحلة المقبلة، إلا أنه قلص من حجم الهدف الأمريكي في أفغانستان، مؤكدة أن ما يحتاج إليه في المرحلة الحالية هو سحب القوات المتواجدة في أفغانستان في أقرب وقت ممكن.