اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فريق الأكثرية "14 آذار" بأنه يعمد إلى تقويض الحوار الوطني وإفراغ مقرراته من مضمونها والى "إفراغ" طاولة الحوار من محاوريها أيضا. وأوضح في رسالة وجهها عبر التليفزيون إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان، الخميس 27 ديسمبر، إن ما طالبت به قوى 14 آذار على الدوام هو حوار جدي وبناء ينطلق مما تم الاتفاق عليه سابقا فلا تلغي نقاشات الجلسة فيه مقررات الجلسات التي سبقتها. وطالب جعجع ،الذي يقاطع طاولة الحوار ، بحوار يلتئم دون ان يكون المسدس موجها إلى رأس قوى 14 آذار بخلاف ما هو واقع اليوم. وقال "إن رفضنا منطق الحوار ليس بالمطلق وإنما هو موقف ينبع من قناعات وطنية ويستهدف حصرا الجهة التي تحاول التخفي خلف طاولة الحوار لممارسة الإرهاب والابتزاز الأمني والسياسي وفرض معادلة إما السلاح غير الشرعي أو الفوضى وبالتالي تحصيل مكاسب سياسية عن طريق طاولة الحوار عجزت عن تحقيقها تحت وطأة الترهيب والاغتيال". ونفى جعجع أن يكون الحوار أدى إلى مهام كثيرة وكبيرة حتى الآن بحسب مقولة للرئيس سليمان ، موضحا أن 19 جلسة حوار عقدت ما بين العامين 2006 و2007 لم تحل جميعها دون وقوع حوادث 7 مايو التي أسفرت عن 70 قتيلا ومئات الجرحى وكثير من الخراب. وأشار إلى موضوع "الاستراتيجية الدفاعية"، معتبرا انه بعد انعقاد 42 جلسة حوار وانقضاء 150 ساعة من النقاشات وبعدما تقدم جميع الأطراف الرئيسيين بتصورهم المكتوب للاستراتيجية الدفاعية فأن حزب الله ما زال يتمنع عن وضع تصوره الخطي لهذه الاستراتيجية بل يستعيض عن ذلك بوضع مسدسه على تلك الطاولة ويجاهر على لسان مسؤولية يوميا بأن سلاحه ليس مطروحا للنقاش أصلا. وجدد جعجع التزام فريقه بحوار وطني شريطة أن يكون حقيقيا، رافضا ما أسماه "الترهيب والابتزاز والانخراط في عملية تكاذب سياسي ليست سوى ملهاة للبنانيين".