اتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فريق الأكثرية (8 آذار) بأنه يعمد إلى تقويض الحوار الوطني وإفراغ مقرراته من مضمونها وإلى "إفراغ" طاولة الحوار من محاوريها أيضا. وأوضح، في رسالة وجهها -يوم الخميس- عبر التليفزيون إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن ما طالبت به قوى 14 آذار على الدوام هو حوار جدي وبناء ينطلق مما تم الاتفاق عليه سابقا، فلا تلغي نقاشات الجلسة فيه مقررات الجلسات التي سبقتها. وطالب جعجع، الذي يقاطع طاولة الحوار، بحوار يلتئم دون أن يكون المسدس موجها إلى رأس قوى 14 آذار بخلاف ما هو واقع اليوم - حسب تعبيره. وقال: "إن رفضنا منطق الحوار ليس بالمطلق وإنما هو موقف ينبع من قناعات وطنية ويستهدف حصرا الجهة التي تحاول التخفي خلف طاولة الحوار لممارسة الإرهاب والابتزاز الأمني والسياسي وفرض معادلة إما السلاح غير الشرعي أو الفوضى، وبالتالي تحصيل مكاسب سياسية عن طريق طاولة الحوار عجزت عن تحقيقها تحت وطأة الترهيب والاغتيال" - حسب قوله. ونفى جعجع أن يكون الحوار أدى إلى مهام كثيرة وكبيرة حتى الآن بحسب مقولة للرئيس سليمان، موضحا أن 19 جلسة حوار عقدت ما بين العامين 2006 و2007 لم تحل جميعها دون وقوع حوادث 7 مايو التي أسفرت عن 70 قتيلا ومئات الجرحى وكثير من الخراب. وأشار الى موضوع "الاستراتيجية الدفاعية"، معتبرا أنه بعد انعقاد 42 جلسة حوار وانقضاء 150 ساعة من النقاشات، وبعدما تقدم جميع الأطراف الرئيسيين بتصورهم المكتوب للاستراتيجية الدفاعية، فإن حزب الله ما زال يتمنع عن وضع تصوره الخطي لهذه الاستراتيجية، بل يستعيض عن ذلك بوضع مسدسه على تلك الطاولة ويجاهر على لسان مسؤوليه يوميا بأن سلاحه ليس مطروحا للنقاش أصلا. وجدد جعجع التزام فريقه بحوار وطني شريطة أن يكون حقيقيا، رافضا ما أسماه "الترهيب والابتزاز والانخراط في عملية تكاذب سياسي ليست سوى ملهاة للبنانيين" .