تأملت في كلمة (غلبان) فوجدت ان معناها عند أغلبية الناس هو الفقير المعدم الذي لا يملك درهما ولا دينارا ولا جنيها ورقيا أو معدنيا.. لكن بعد تفكير عميق اكتشفت أن (الغلب) أنواع وأشكال.. فهناك (غلبان الفلوس) و(غلبان النفوس) و(غلبان الظروف)!!! لكن الحقيقة المدهشة التي مسكتها بيدي.. أننا جميعا غلابة!!! الغلب واحد.. وان تعددت أشكاله.. فهناك من يملك الفلوس والامكانيات ولكنه لا يملك الصحة.. فهو أكبر غلبان من وجهة نظري!! وهناك من يملك الفلوس والصحة.. لكنه يملك زوجة نكدية أحالت حياته إلي جحيم.. فهو غلبان بدرجة ممتاز!!! وهناك من يملك الصحة والمال والنقود ويبدو في مشيته وكأنه عنترة بن شداد.. فإذا دخل البيت تحول من أسد هصور إلي فأر مذعور في حضرة المدام.. فهو غلبان بدرجة جيد جدا!!! وهناك من يملك كل شيء.. لكن الأقدار حرمته من الانجاب.. فهو غلبان.. وهناك الموظف الذي حصل علي درجة (مدير عام) وأخذ يمني نفسه بالحصول علي درجة (وكيل وزارة) أو حتي التمديد له عاما أو عامين.. فلا هو طال هذا ولا ذاك.. فهو غلبان!!! وهناك (عبده مشتاق) الذي يشعر بأنه موهوب وعبقري ويستحق رئاسة الوزارة أو حقيبة وزارية.. لكنه خرج من المولد بلا حمص.. فهو غلبان! وهناك من حصل علي 501٪ في الثانوية العامة والتحق بكليات القمة.. ليجد فرصة عمله الوحيدة.. الجلوس علي الرصيف.. فهو غلبان!!! وكان للمرأة نصيب وافر من (الغلب).. فهناك من اكتشفت بعد عشرة ثلاثين عاما مع بعلها.. انه تزوج بالخادمة الشابة ليحيي شبابه.. فهي غلبانة!! وهناك من حصلت علي أرفع الدرجات العلمية وتبوأت أعلي المناصب.. لكنها فشلت فشلا ذريعا في حياتها الزوجية.. فهي غلبانة! وهناك الطبيبة والمهندسة التي تجاوزت الأربعين دون زواج لأن خطابها (مش علي قد المقام)!! فهي غلبانة! واكتشفت في نهاية المطاف أننا جميعا غلابة.. وأننا في (الهوا سوا)!!! لكن السؤال الذي حيرني هو: اذا كنا جميعا غلابة.. فعلام الظلم والحرب والسلب والنصب والنهب والزنب ؟! د. مرسي راتب جنيدي عضو هيئة التدريس بطب الأزهر