لا يزال محتكرو استيراد اللحوم ، والمتاجرون بأقوات الشعب يبذلون كل جهودهم من أجل منع استيراد لحوم أقل ثمنا من السودان الشقيق أو من إثيويبا التي تعد من أهم دول منابع النيل يحدث ذلك، لأن الاستيراد يهدد مكاسبهم الضخمة ، ولازال هؤلاء يتفننون في الاساءة للعلاقات بين مصر وكل من السودان وإثيويبا من أجل مكاسبهم الشخصية ، حتي لو كانت علي حساب 85 مليون مصري . هذه خلاصة ماكشف عنه اجتماع اللجنة المصرية السودانية للاستثمار الزراعي والانتاج الحيواني بجمعية رجال الأعمال المصريين ، والتي عقدت برئاسة المهندس مصطفي الأحول ، وبحضور د. فاروق شقوير أمين عام اللجنة ، وعدد من المتخصصين والعلماء والمستثمرين المصريين في السودان وإثيوبيا . وأكد د. أحمد عبد الكريم بديع نقيب الأطباء البيطريين بأسوان سلامة اللحوم السودانية والأثيوبية الواردة لمصر ، قائلا إنه يتم فحصها حية وبعد الذبح .. متسائلا : لمصلحة من تنطلق الشائعات بين الحين والآخر عن إصابة الماشية الواردة من السودان وأثيوبيا بمرض خطير وهو السل ؟" كما نشرت إحدي الصحف القومية منذ أيام " وقال إن ما نشر تضمن أن هذا المرض ينتقل من الحيوانات للإنسان ، وقال انها شائعات مغرضة لا تهدف الا لوقف استيراد اللحوم من السودان واثيوبيا . وأضاف أنه تم خلال شهري يناير وفبراير الماضيين استيراد 35 ألف جمل و 6093 عجلا من السودان ، وثمن هذه الصفقات يعود لمصر من خلال تصدير بضائع للسودان لا تجد إقبالا كبيرا في مصر مثل الحصير البلاستيك ،مؤكدا أنه لا تدخل أي لحوم مصابة بالأمراض من السودان أو أثيوبيا ، كما لا يمكن تبديل عينات هذه الماشية نظرا لوجود علامات مميزة لها فمثلا العجل السوداني له سنم ، مضيفا أن هناك حملة هجوم مدبرة علي دخول اللحوم السودانية والأثيوبية مصر رغم جودتها ورخص ثمنها مقارنة باللحوم المستوردة من دول أخري ومن يقفون وراء هذه الاشائعات يلعبون بمصالح مصر والسودان وإثيوبيا من اجل مصالحهم الشخصية. وعلق المهندس مصطفي الأحول قائلا : لا أريد التدخل في الأعمال البيطرية ، لكننا رصدنا 5 وقائع للاساءة للحوم السودانية أو الاثيوبية ، وفي كل مرة كان ذلك يتزامن مع حدوث تقارب في العلاقات بين مصر واحدي الدولتين ، فمثلا الخبر المسئ الأخير اللحوم الاثيوبية تزامن مع افتتاح معرض اثيوبيا الدولي والذي تشارك فيه مصر لأول مرة ، وبنحو 300 شركة ، كما تزامنت حملة مماثلة لمهاجمة الحوم السودانية قبل 48 ساعة فقط من زيارة سابقة لنائب رئيس جمهورية السودان لمصر ، وتكرر نفس الأمر مع اللحوم الاثيوبية أثناء زيارة رئيس وزرائها لمصر ، لدرجة أنه علق عليها بأنها تتنافي مع اللياقة ، واذا كنتم لا تريدون شراء لحوم منا فلكم ذلك ، لكن لا تسيئوا لسمعتنا امام عملائنا في الخارج ، وقبلها تكرر الأمر مع 5 آلاف رأس ماشية كانت مهداة من السودان لبنك الطعام المصري . وأضاف الأحول : هناك قوي لا تريد لنا النجاح أو التعاون والتكامل مع جيراننا وتحاصرنا ، ونحن نندفع ونلقي ببيانات ومعلومات مغلوطة دون أن نفهم خطورتها ، فالسودان مساحته 1.8 مليون كيلومتر مربع أي ضعف مساحة مصر ، وبه 30 مليون نسمة ، وبه مساحات شاسعة من الأراضي التي تقع علي جانبي النيل لا يتم زراعتها ، بيما نحن لدينا 85 مليون نسمة ، ولا توجد لدينا أراض كافية لتلبية احتياجاتهم الغذائية. بينما قال د. محمد علي المستشار الاقتصادي بالسفارة السودانية بالقاهرة إن مصر بعد ثورة 25 يناير ارتبطت بتكامل اقتصادي حقيقي مع السودان ، من خلال الاستثمارات المصرية في السودان التي وصلت قيمتها من خلال دراسات الجدوي لنحو 7 مليارات دولار، مضيفا أنه لا صحة لوجود أمراض باللحوم السودانية ، نظرا لأننا حريصون علي صحة المصريين ، كما ان مصر تطبق اشتراطات صحية مشددة علي اللحوم السودانية ،لدرجة أن الأردن ولبنان بدأوا يستوردون لحوما سودانية عن طريق مصر ، للاستفادة من الشروط الصحية المطبقة بها علي اللحوم . واضاف أن الخبر الذي نشر أزعجنا جدا في السودان لدرجة أن نائب رئيس الجمهورية اتصل بوزيرة التعاون الدولي فايزة أبو النجا ، لمعرفة السبب وراء النشر الخاطئ ، وقال نحن صدرنا للسعودية العام الماضي أكثر من 2.7 مليون رأس ضأن ، لدرجة أننا سيطرنا علي 50٪ من سوق الماشية في السعودية بخلاف التواجد في باقي دول الخليج ، كما تعاقدنا علي تصدير 200 ألف رأس ماشية لماليزيا ، وأي خبر مغلوط عن اللحوم السودانية يسئ لها ولنا في العديد من الدول التي تستوردها منا ، ونحن لا نقبل ذلك بأي شكل ، مضيفا أننا نحرص علي علاقتنا بمصر لأنها تمثل لنا خطا أحمر. وأكد أحمد زايد مستشار وزيرة التعاون الدولي للشئون الأفريقية أن مصر تعمل منذ فترة طويلة علي تفعيل التعاون مع الدول الافريقية . وأضاف ان الهجوم علي اللحوم السودانية والاثيوبية بدأ منذ عام 2003 لأنها كسرت احتكارات استيراد اللحوم من الخارج .. صحيح هناك سلبيات بسيطة ، لكن المنشأ السوداني والإثيوبي للحوم أصبح متواجدا بقوة في السوق المصري. وقال د. فاروق شقوير إن ارتفاع مستوي مياه البحر المتوسط بنحو نصف متر خلال الخمسين عاما القادمة سيؤدي لخسارة مصر نحو 25٪ من مساحتها ، وبالتالي سيقل انتاجنا من القمح والقصب بنحو 15٪ لكل منهما ،ولذلك فإن هناك حاجة ملحة للتكامل الزراعي بين مصر والسودان ، لتلبية احتياجات مصر من السلع الغذائية والثروة الحيوانية .