د. محسن البطران رئيس بنك التنمية والاتمان الزراعي يتبني حتي قبل ان يتولي المنصب قضية تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية مثل القمح أو الذرة أو الحاصلات البستانية.. كان رئيسا لقطاع الشئون الاقتصادية تركزت ابحاثه حول التعاون مع دول افريقيا فسافر الي دول الحوض مبعوثا ومفاوضا وكانت له أفكار متقدمة. حاورت "المساء" البطران حول التعاون بيننا وبين دول حوض وما الذي يجب ان تفعله وتفعله الحكومة في المرحلة القادمة. أوضح ان المساحة القديمة من الأراضي الزراعية تبلغ 4.6 مليون فدان بينما تم استصلاح 4.2 مليون فدان من حجم الأراضي التي تحت ايدينا الآن تبلغ 8.8 مليون فدان فقط. قال ان هذه المقدمة لابد منها لكي تخلص لتنائج ايجابية بضرورة التعاون الجاد مع دول الحوض وخاصة السودان واثيوبيا وانه آن الأوان ان تستمر في دول الحوض مثلما قامت بالاستثمار قبلنا الصين والولايات المتحدة والسعودية وباقي الدول. أضاف ان العمق الاستراتيجي لمصر هو السودان فلابد من اقامة المشروعات الاستثمارية والتنموية التي تخدم وطننا العربي الواحد. * ما الذي فعلته خلال الفترة الماضية؟! ** قبل ان أتولي رئاسة البنك قمت بزيارة السودان أكثر من مرة وأنا رئيسا لقطاع الشئون الاقتصادية وزرت اثيوبيا وباقي دول الحوض ومكثت أكثر من 15 يوما بالسودان أدرس وأعمل دراسات اقتصادية فوجدت اننا نحتاح نحن والسودان الي تكامل فيما بيننا سواء في الحاصلات الاستراتيجية مثل القمح والذرة والنباتات الزيتية ودوار الشمس مخلصا الي نتائج ايجابية ان نقوم بزراعة نصف مليون فدان كمرحلة أولي في السودان بخبرات مصرية وأرض سودانية تعود نتائجها علي الشعبين وتكون عن طريق الشراكة. فهذا يضيق الفجوة الغذائية ويساعد علي الاكتفاء الذاتي وكذلك اقترحنا إقامة مجازر ومصانع للحوم في السودان حيث ان المراعي هناك جيدة والعشب الطبيعي ولا توجد أي مشكلات في اللحوم السودانية. * وما ذا عن الجانب الاثيوبي؟! ** أكد البطران ان الجانب الاثيوبي يريد التعاون مع الجانب المصري وهم صادقون في جميع أقوالهم وأحاديثهم لأنهم يعرفون ان الشعب المصري محب للشعب الاثيوبي وان هناك ميزة نسبية في اثيوبيا وهي اللحوم الرخيصة التي تسد الفجوة بين البلدان. * هل تريد ان تقول ان التعاون مع السودان واثيوبيا يحقق عائدا اقتصاديا لمصر؟! ** أكد البطران ليس لمصر فقط وانما لاثيوبيا والسودان.. اثيوبيا لديها المياه والسودان لديها الأراضي ورءوس الماشية ومصر لديها الخبرة والأيدي العاملة فلو ان الدول الثلاثة كونت مثلثا اقتصاديا لامكاننا تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وصدرنا الفائض. * وماذا عن دول الحوض الباقية؟ ** دول الحوض الباقية لنا معها تعاون غير محدود سواء في ايفاد البعثات أو اقامة المشروعات وخير دليل المركز الدولي المصري الذي يتم تخريج أكثر من 150 دارسا شهريا بنقل الخبرات الي بلاده وهذه مساهمة من مصر لدول الحوض. * وماذا بعد ان توليت رئاسة بنك التنمية والائتمان الزراعي؟ ** نعم سوف أقوم بتمويل المشروعات الاستثمارية عن طريق المشروعات العملاقة التي تقام هناك سواء إقامة مصانع أو زراعة أرض و تسويق.. فنحن بنك خدمي ونحن مع المزارع المصري حتي لو وصل الي أعماق افريقيا سوف نظل ندعمه ونقيم له المشروعات التنموية التي تساعده. * هل فكرتم في إقامة بنوك زراعية بدول الحوض؟! ** نعم وسوف نبدأ بالسودان بشقيه الجنوبي والشمالي حيث ستكون البداية بفرع في السودان الشمالية نتبعها بآخر في الجنوب لتمويل المشروعات الاستثمارية والزراعية هناك. * هل التقيت بوفود سودانية في مصر؟! ** السودان جزء من مصر والتقي مع السودانيين كل يوم واتناقش معهم فيما يمكن ان تقدمه للشعب المصري والسوداني وهم لديهم أفكار جيدة وأنا علي المستوي الشخصي استفيد منها وسوف نقوم بتنفيذ وتفعيل الأفكار حتي تدخل الي حيز التنفيذ. * ما هي نوع المشروعات؟! ** أهم المشروعات هي التسويقية والانتاجية وهي اقامة مصانع للحوم والزيوت واستصلاح مزيد من الأراضي والتبادل التجاري بين البلدين. * هل سوف تقوم بزيارات الي دول الحوض؟! ** بالطبع بعد اجازة العيد سوف نقوم بالتنسيق مع الأخوة في السودان لزيارات عمل تفيد الجانبين المصري والسوداني. * هل الجانب السوداني متعاون مع مصر؟! ** بكل تأكيد تعاون غير محدود ويريدون ان يفعلوا شيئا لمصر بعد ثورة 25 يناير وهم يعتبرون مصر امتدادا لهم وأنها بلدهم الثاني فلدينا أكثر من 2 مليون سوداني يعيشون بيننا وصاروا من أبناء مصر فهم يحبون مصر مثل حبهم للسودان وكذلك لدينا مصريون مقيمون بالسودان وهناك روابط دم وحب وأخاء بين البلدين ونريد ان الحب والأخاء يخرج إلينا في صورة عمل متواصل لخدمة ابناء النيل.