بحسابات الزمن تغيرت الخريطة السياسية، ليس في مصر وحدها، وإنما في العديد من الدول العربية في وقت بسيط.. وكأن الشعوب العربية اتفقت فيما بينها وبدون أي تدابير مسبقة أو خطط واجتماعات مطولة علي خيارها الذي طالما حرمت منه رغم إرادتها.. فلم تكد تحصل علي أبسط حقوقها المنزوعة حتي سارعت تلك الدول إلي إعلان رأيها وموقفها الصريح بأن هواها إسلامي.. وضرورة إعطاء الإسلاميين فرصة في إدارة شئون بلادها.. بحثاً عن البديل الجيد والمستقبل المنشود بعد عقود من المعاناة تحت براثن حكام وأنظمة فاسدة كان ولاؤها الأول لمصالحها وبقائها في سدة الحكم مهما كان الثمن. مارست تلك الأنظمة الفاسدة جميع ألوان العذاب ضد كل من يجرؤ علي الاعتراض ونصبت المشانق وفتحت أبواب المعتقلات علي مصراعيها ومارست البطش والتعذيب لكل من طالب بحقوقه الدستورية. وجدت الشعوب العربية في التيارات الإسلامية الأمل والحلم بحثاً عن حياة أفضل خاصة أن الإسلاميين كانوا المعارض الأشد والأكثر تنظيماً في مواجهة الأنظمة الفاسدة.. فكانت نتائج الانتخابات في تونس ومصر خير دليل..ولا شك أن مهمة الإسلاميين ليست سهلة في إزالة الخراب الذي خلفته الأنظمة المستبدة في تونس ومصر.. خاصة أنها تناكل الدعم والمساندة من الداخل والخارج الذي سارع لمساندة وفتح القنوات مع الأنظمة الإسلامية ولعل الاتصالات مع الإخوان المسلمين من قبل الاتحاد الأوروبي وأمريكا خير دليل علي ذلك.. فهل ينجح التيار الإسلامي من إخوان وسلفيين في اقتناص تلك الفرصة وتحقيق مستقبل أفضل.. خاصة أن الشعوب التي اختارتهم بملء إرادتها لن تتردد في الخروج عليهم وإجبارهم علي الرحيل إذا فشلوا في تحقيق طموحها؟.