مجدى حجازى »إنا لله وإنا إليه راجعون«.. رحم الله شباب مصر، ممن استشهدوا ودفعوا حياتهم ثمنا غاليا لإنجاح ثورتهم علي الظلم والطغيان، ولنقرأ الفاتحة ترحما علي تلك الأرواح الذكية.. فالخطب جليل، والمصاب كارثي، وأرواح من فقدناهم تطالبنا بسرعة القصاص ممن أذهقوا حياتهم، وهذا حقهم الذي لن نتوان فيه. الشعب يريد نهار الثورة.. فقد طال ظلام الثورة المضادة، وتوالت الأحداث التي لم تعد مبرراتها مقبولة، فما حدث مؤخرا في بورسعيد من كارثة تآمرية، تشير أصابع الاتهام إلي شراكة اجتمع عليها أعداء الشعب، وهو ما سوف تفضحه وتكشف عنه لجنة تقصي الحقائق، التي شكلها وكلفها برلمان الثورة، للتحقيق العاجل، وينتظر الشعب بأكمله النتائج، في اختبار هو الأول لأداء برلمان ما بعد الثورة، الذي نري فيه صدق المسئولية نحو الحفاظ علي حقوق هذا البلد وشعبه، وفي المقدمة حق القصاص لدماء شهدائه. وقد جاءت الجلسة الطارئة لمجلس برلمان الثورة محاولة للوقوف علي حقيقة المشهد، وتوصيف الأمور بحقائقها، وأتت كلمة رئيس الوزراء موجزة، معترفة بالمؤامرة التي تحاك لزعزعة الاستقرار، وأعلن خلالها عن إجراءات، لم تشف غليل الشعب ونوابه، كما جانبه الصواب عندما حملت كلمته منا بقبوله للمنصب كرئيس لحكومة الإنقاذ الوطني في تلك المرحلة، واضطلاعه بدوره الوطني للمشاركة ، والذي أكبره الشعب فيه لقبول هذا العبء، ولكن إعلانه تحمل كامل المسئولية، واستعداده للمثول أمام أي جهة تحقيق يراها برلمان الثورة، حسبت له وخففت من حدة كلماته، فالعمل الوطني لا يعرف للمن سبيلا. الشعب يريد نهار الثورة.. ولن يرضي بعد اليوم بقبول تجاوزات أو مبررات، وينتظر من حكومة الإنقاذ الوطني، اتخاذ كل الإجراءات العاجلة نحو تعديل مساراتها وأساليبها، ليكون الأداء ثوريا يواكب ثورة الشعب وشبابه.. وفي نفس الوقت، هذا لا يعفي المجلس الأعلي للقوات المسلحة من الاضطلاع بتحمل مسئولياته نحو حماية الشعب، والحفاظ علي أرواح أبنائه، والتي هي مسئوليته الأصيلة والرئيسية في مهمة إدارة شئون البلاد في تلك المرحلة الانتقالية، والتي وافق الشعب علي إسنادها إليه.. وهو ما يؤكد عليه الشعب بجميع انتماءاته، ويري أن نهار الثورة لابد أن يكون واضحا وضوح الشمس، ولا مكان لمهاترات طرح اللوغاريتمات، غير المقبولة والممقوته.. فالشعب يري أن في قواته المسلحة الثقة والأمان، وله في ذلك كامل الحق، ولا بد له أن يجد ذلك محققا وواقعا ملموسا، حتي تتحقق مطالب ثورته. الشعب يريد نهار الثورة.. وهو ما يلزم برلمان الثورة أن يعلي ثورة العقلاء، ويفعل مسئولياته التاريخية للتعجيل ببناء مصر الحديثة دون تباطؤ أو إبطاء، وأن يتوافق نوابه جميعا نحو التعبير الصادق عن الشارع المصري، والسعي بخطي مسرعة نحو الاستقرار، وإرساء مبدأ الأمن والأمان، واتخاذ الاجراءات والخطوات الفاعلة للتعجيل بالانتخابات الرئاسية، ونقل السلطة، وهو ما بات مطلبا جماهيريا، ويلزم ذلك نوبة صحيان تدب في وجدان جميع النواب، لإعلاء الأداء البرلماني الثوري، فالشعب الذي هرع لصناديق الانتخابات في سابقة هي الأولي في مصر، تحمل العبء الكثير من أجل إرساء مبدأ الديموقراطية بحثا عن الخلاص من الطغيان والظلم، ولن يتنازل عن حقوقه كاملة بعد اليوم. الشعب يريد نهار الثورة.. وينتظر من الجميع تحمل مسئولياته، ولن يكون ذلك إلا بمزيد من إعلاء ثورة العقلاء، والتفكير بمنهج علمي، والإنجاز في سرعة إنهاء الأزمات.. وتحيا مصر.