صبرى غنيم المشهد الذي رأيناه منذ يومين في أول عيد للثورة بميدان التحرير وميادين مصر يجعلنا نسأل لماذا لا يكون للشباب حزب سياسي واحد طالما أنهم نجحوا في أن يجتمعوا علي هدف واحد وهو الاعلان ان الثورة مستمرة الي ان تحقق أهدافها فقد آن الأوان ان يكون لهم حزب قوي يجمعهم تحت مظلة واحدة بدلا من الائتلافات التي فصلت بينهم ولم تدخل سباق الانتخابات فأتاحت للتيار الاسلامي ان يقفز علي مقاعد البرلمان ليكون الاغلبية.. مع أن القوي الشعبية كانت تأمل أن تكون الأغلبية في أول برلمان للثورة من هؤلاء الثوار.. من يتطلع في الوجوه التي احتشدت في ميدان التحرير وميدان الأربعين في السويس والقائد ابراهيم في الاسكندرية وفي بقية ميادين مصر يستعيد ذكريات الايام الاولي لثورة 52 يناير يوم أن كانت هذه الوجوه تقاوم عساكر السلطان وسط قنابل الدخان وتصمد أمام الهراوات وطلقات النيران ورفضت ان تترك مواقعها في الميدان.. سواء التحرير او الاربعين أو القائد ابراهيم وهي تعلن الاعتصام لم ترهبها طلقات القناصة ولا كرات اللهب ولا حجارة بلطجية النظام ونفس الحناجر التي سمعناها من يومين في الميادين هي الحناجر التي كانت تطالب بإسقاط النظام خسارة هذا التفتيت وهذا التشتيت ولا أعرف لماذا لا تجتمع داخل حزب واحد يوحد كلمتهم ويحقق أهداف الثورة الشئ الذي يدعو للفخر أن هؤلاء الثوار جعلوا من قضية إخوانهم الذين سقطوا بينهم في الايام الاولي للثورة شعارا لثورتهم وقد كانوا علي حق وهم يعلنون ان الثورة مستمرة لأنهم لم يأخذوا بالقصاص لزملائهم الشهداء الذين ذهبوا عند ربهم وتركوا قضيتهم في أعناق الثوار.. المشهد الذي رأيناه في أول عيد للثورة هو للثوار الحقيقيين وكم كنا نود ان نراهم داخل أول عرس للديمقراطية وهم يعتلون مقاعدهم في أول برلمان للثورة لكن ماذا نقول للنفس البشرية التي عز عليها ان تطرق الأبواب وهي تطوف القري والنجوع تسأل عن »أصوات الناخبين« وأنا معهم في أن يكونوا رافضين لسياسة طرق الأبواب أو تسول الاصوات فليس مقبولا ولا معقولا ان يطوفوا في الازقة والحارات يستجدون الناخبين في طلب الاصوات وقد كان علي الاحزاب السياسية والقوي الشعبية دور في تكريمهم بتبني ترشيحهم وكما وقفوا مع عمرو الشوبكي ومحمد عبد المنعم الصاوي وعمرو حمزاوي ومصطفي النجار ومحمد أبو حامد يقفون مع أكبر عدد منهم كما حدث من جماعة الاخوان المسلمين علي أي حال الذي حدث في الانتخابات يجعلهم يستفيدون من التجربة ويجتمعون في حزب سياسي واحد يضم كل هذه الائتلافات والتنظيمات الثورية وليكن باسم »حزب الثوار« أو حزب 52 يناير ان وجود مثل هذا الحزب بين الاحزاب الوليدة التي قفزت علي الثورة أصبح ضرورة بعد إعلانهم بالأمس ان الثورة مستمرة حتي تحقق أهدافها والأهداف في رأيي لا تكون مقصورة علي طلب رحيل العسكر وتسليم إدارة البلاد لسلطة مدنية أو القصاص من قتلة الشهداء فحسب لكن لابد ان تمتد الي ثورة علي سلوكيات الشارع المصري نغسل صدورنا من الحقد والكراهية نزرع الحب في قلوبنا وقلوب أطفالنا نجتمع علي العمل حتي تتحقق مكاسبنا ويتحسن اقتصادنا الثورة علي الانفلات الأمني من اجل إقتصاد البلد المهم ان نضع البسمة علي وجوه الذين يعيشون في المقابر وهذا لا يتحقق الا بأن تصبح كل أسرة منهم تمتلك شقة لذلك أقول كونوا مع أبنائنا الثوار في البناء والتعمير وليس في التظاهر أو الاعتصام لأن البلد في حاجة الي اليد التي تبني لا الصوت الذي يعلو.