الشعب كله غاضب. المصريون بكل طوائفهم عادوا إلي كافة الميادين الكبري ليواصلوا الثورة التي بدأت في 52 يناير الماضي خاصة بعدما مرت خمسة شهور ولم يتحقق علي أرض الواقع أي هدف من أهداف الثورة سوي تنحي مبارك(!) الغضب يملأ الصدور خاصة وان قتلة الثوار مازالوا طلقاء يعيشون حياتهم الطبيعية بينما اهالي الشهداء يموتون كل يوم ألف مرة حسرة وندماً ولا أحد يسأل فيهم أو يمسح دموعهم سوي كلمات تتردد علي مسامعهم بأن القصاص قادم! عاد الناس ليزينوا ميادين مصر كلها. السويس رأس حربة الثورة اشتعلت.. وعاد ابطال المدينة الباسلة إلي ميدان الاربعين يعلنون اعتصاماً مفتوحاً.. بل وارتدي بعضهم »الكفن« في اشارة واضحة إلي استعدادهم التام لنيل الشهادة في مقابل تحقيق اهداف الثورة. الاسكندرية.. عروس المدن خرج شعبها البطل وقد ردت إليه روح الثورة والنضال من جديد وأعلن عن غضب ربما لن ينتهي الا بالانتقام لكل شهداء الثورة المجيدة. المنصورة، بورسعيد، قنا، اسيوط، المنيا كل مدن ومحافظات الجمهورية تشارك الآن في مهمة انقاذ الثورة تلك المهمة التي بدأت من ميدان التحرير في القاهرة الاسبوع الماضي.. وعلي لسان الكل جملة واحدة »القصاص« من القتلة والفاسدين. المشهد الآن في ميدان التحرير يحمل ملامح غضب كبير. غضب من القضاء المصري والقضاة. غضب من الداخلية ورجال العادلي. غضب من حكومة د. عصام شرف. غضب من الاعلام الحكومي. وأخيراً غضب من المجلس الاعلي العسكري المسئول عن البلاد في هذه الفترة الانتقالية. الغضب يعم الجميع.. لاننا لانشعر باختلاف واضح عن عصر مبارك البائد. لا الاحوال تحسنت.. ولا الفاسدون نالوا عقابهم.. ولا الشهداء بردت دماؤهم. واذا نزلت إلي ميدان التحرير بالقاهرة.. أو إلي ميادين التحرير في كل محافظات مصر ستجد ملامح المصريين يملؤها الغضب من كل ما جري علي مدار 5 شهور كاملة.. ولكنك ايضا ستلمح سعادة علي الوجوه.. سعادة مبعثها ان الثورة وروح الثورة داخل الانسان المصري لم تمت وتهدأ. الثورة مستمرة وستظل مستمرة طالما القضاء المصري مازال يركب السلحفاة.. ستظل الثورة قائمة طالما وزارة الداخلية تتمادي في »الدلع« ولاتقدم القتلة والقناصة والبلطجية المعروفين بالاسم لها إلي محاكمات عاجلة وسريعة. ستظل الثورة قائمة ومستمرة طالما حكومة د. شرف بها 81 وزيراً من الحزب الوطني المنحل ولجنة سياسات جمال مبارك وأحمد عز وباقي العصابة. ستظل الثورة ولن تخمد نيرانها طالما المجلس الاعلي العسكري يكتفي باصدار بيانات عبر موقعه علي الانترنت ليطمئن الشعب دون اتخاذ اجراءات حاسمة وضرورية لتحقيق أهداف الثورة التي أقسم علي حمايتها. ستظل الثورة طالما الاعلام الحكومي يتعامل مع المجلس العسكري علي انه بديل لمبارك المخلوع ويبتعد عن الناس ومطالب الناس. الثورة في مصر لن تنتهي الا بمذبحة قضائية تطهر القضاء المصري من هؤلاء الذين اشرفوا بأنفسهم علي تزوير كل الانتخابات الماضية. فلا يمكن ان يثق الشعب في فاسدين يطبقون قانون فاسد من أجل بقاء الفساد ومواجهة شعب بأكمله هب ليمحو الفساد من علي أرض بلاده.