جاءت في وقتها تماما.. وسط لغط كبير ومخاوف عديدة ومزايدات لا تنتهي.. جاءت لتؤكد حرية العقيدة والفكر والابداع وترسخ الدور الريادي لمؤسسة الازهر العريقة كمنارة للعلم والتنوير تحرص كل الحرص علي وحدة نسيج الامة وتؤمن بوسطية الاسلام. جاءت وثيقة الازهر لتؤكد مدنية الدولة لضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية باعتبار انه »لا اكراه في الدين«. ولتؤكد علي حرية الرأي والتعبير والتي تري انها » المظهر الحقيقي للديمقراطية ويجب تنشئة الاجيال الجديدة وتربيتها علي ثقافة الحرية وحق الاختلاف واحترام الرأي الاخر باستحضار التقاليد الحضارية للفكر الاسلامي السمح كما جاء علي لسان اكبر أئمة الجهاد الامام الشافعي »رأيي صواب يحتمل الخطأ.. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب« مؤكدة انه لا سبيل لتحصين حرية الرأي إلا بمقارعة الحجة بالحجة طبقا لاداب الحوار. وتتوقف الوثيقة عند حرية الابداع الادبي والفني لتؤكد انها من اهم منظومة الحريات الاساسية في تحريك وعي المجتمع واثراء وجدانه وترقية احساسه الجمالي.. لكنها لا تراها حرية بلا ضفاف مؤكدة ان القاعدة الاساسية التي تحكم حرية الابداع هي قابلية المجتمع وقدرته علي استيعاب عناصر التجديد ما لم تمس المشاعر الدينية أو القيم الاخلاقية. الوثيقة التي جاءت محكمة الصياغة اعتبرها المبدعون في اجتماعهم السبت الماضي بنقابة الصحفيين كأرضية مشتركة للمجتمع المصري في نظرته للابداع مطالبين باعادة النص الخاص بحرية الابداع والتعبير المعمول به في دستور 71 إلي الاعلان الدستوري حتي الانتهاء من صياغة الدستور الجديد.