تقول النكتة:ان قاضيا ليس في أيامنا هذه. بل في الزمن الفاسد. حتي لا يزعل أحد أدمن علي تعاطي الحشيش. بل أنه كان يتعاطاه كل مساء في »غرزة« في أحد الأحياء الشعبية. ولمعلومات غير الحشاشين. فإن مثل هذه »الغرز« يرتادها الحشاشون من كل نوع وصنف وفئة. حتي تكاد »الغرزة« تمثل معظم شرائح المجتمع. في »الغرزة« شيء عادي أن يجلس المهندس إلي جوار بائع متجول. والموظف إلي جانب بائع الفول والطعمية.. منتهي التضامن الاجتماعي! تقول النكتة: أن صاحبنا القاضي الحشاش أيام زمان قلنا كان يجلس في الغرزة كل ليلة إلي جوار ميكانيكي شاب اسمه »بلية«. وفي كل ليلة كان »بلية« يسحب أنفاس الحشيش بشدة. ويأخذ في السعال لكنه يمد »الجوزة« إلي صاحبنا القاضي »بتاع زمان قلنا«. قائلا له في منتهي الود: مساء الخير ياباشا! وتقول النكتة: وتصادف في احدي الليالي ان القاضي اياه بتاع زمان لم يذهب إلي »الغرزة« لسبب عائلي. وفي نفس الليلة فوجيء الحشاشون بالبوليس يداهم »الغرزة« ويلقي القبض علي الجميع. ومن بينهم طبعا الميكانيكي »بلية«! وحقق البوليس مع »بلية« وأحاله إلي النيابة. التي حققت معه. ثم أحالته إلي المحاكمة بتهمة تعاطي المخدرات. ويوم جلسة المحاكمة فوجيء »بلية« وهو يقف في قفص الاتهام مع عديد من المتهمين. بأن القاضي الذي سيحكم في قضيته. هو نفسه صاحبه القاضي زميل »الغرزة«. واستبشر »بلية« خيرا. وتوقع البراءة المؤكدة! لكن المحاكمة جرت بسرعة. وانتهي القاضي من نظر القضية وغيرها خلال ساعة واحدة ثم غادر القاعة إلي حجرة المداولة. وعاد بعد نصف ساعة إلي قاعة المحكمة ليعلن الأحكام. قال القاضي في مكانه علي المنصة وهو ينظر في أوراق القضايا: المتهم بلية محمد بلية! صاح بلية في مكانه في قفص الاتهام: أفندم! قال له القاضي: 3 سنوات سجنا! وقعت الكلمات كالصاعقة علي رأس بلية وصاح: 3 سنوات سجن ليه يابيه؟ رد القاضي عليه ببساطة: عشان كنت بتشرب حشيش يا بلية!نظر بلية مذهولا إلي القاضي. وقال له في لهجة ذات مغزي: هو اللي يشرب حشيش يتحبس ياسعادة القاضي؟ رد القاضي: أيوه يا بلية! عاد بلية يقول له والدموع في عينيه: اللي يشرب حشيش يتحبس ياباشا؟! هز القاضي رأسه ساخرا وقال له بمنتهي البلاغة: أيوه اللي يشرب حشيش يتحبس.. لو اتمسك يا بلية! إلي هنا تنتهي النكتة..ونظرية »الواد بلية« لم تعد مقصورة علي فئة معينة من الناس. بل أصبحت سائدة حتي بين الناس العاديين. حاولوا تفتكروا آخر كاريكاتير رسمه عمنا الكبير صلاح جاهين. أيام هوجة الغش في الثانوية العامة. رسم صلاح جاهين تلميذا يستعد لمغادرة البيت صباح امتحان الثانوية. وقد وقف والده ينصحه قائلا: حا أموتك لو غشيت.. وضبطوك!