إلي متي ينتظر المجلس العسكري، حتي يصدر قرارا صريحا بمنع أعضاء الحزب الوطني البائد من دخول أي انتخابات برلمانية مقبلة.. ولو لفترة برلمانية واحدة أو لمدة محددة؟ حتي لانفاجأ بوجود العديد من المفسدين مرة أخري داخل المجالس النيابية أو الشعبية؟ هل سينتظر - كالعادة- حتي تخرج المظاهرات المليونية تطالب بذلك؟ أعتقد أن المجلس العسكري ومجلس الوزراء في استطاعتهم توفير الكثير من الوقت والجهد الذي يضيع في التعامل مع هذه المظاهرات، والحل بسيط جدا وهو إصدار قائمة قرارات إصلاحية جذرية وجريئة دفعة واحدة، تلبي مطالب الشعب والثورة وهي معروفة للجميع، ثم يوضح لنا المجلس أولويات التعامل معها من خلال جداول زمنية محددة لتنفيذها.. أعتقد أن هذا الإجراء هو أفضل بديل للمظاهرات المليونية التي يستتبعها اعتصامات من العديد من طوائف الشعب، ويعطي في نفس الوقت الفرصة لاختلاط الحابل بالنابل.. وهي فرصة ذهبية لأعضاء الثورة المضادة لتحقيق رغباتهم الدفينة لتلويث الثورة الشابة وزرع بذور الفرقة بين عناصر الأمة وترويع أمن الوطن بأسره.. انتقدت منذ شهور وزير الإعلام السابق أنس الفقي عندما قرر قطع الإرسال عن عدد من القنوات الإسلامية التي تبث برامجها علي القمر الصناعي »المصري« النايل سات، والتي خصصت برامجها للدفاع عن الرسول صلي الله عليه وسلم، في الوقت الذي ترك الحبل علي الغارب للقنوات الدينية والمذاهب الأخري لتبث ومعتقداتها دون حساب أو مراقبة.. وبعد الثورة عادت كل القنوات التي سبق منعها قصرا، ولكنني فوجئت منذ أيام باختفاء مفاجئ ومتزامن لقناتي »الصفا والوصال« اللتين تم إطلاقهما علي النايل سات للدفاع عن أهل السنة ضد الغزوات المتصاعدة المتلاحقة التي تشنها قنوات شيعية ضد الرسول صلي الله عليه وسلم وزوجاته وأصحابه الكرام.. ولا أري مبررا واحدا منطقيا لهذا الاختفاء المريب المفاجئ لهاتين القناتين. وقد نما إلي علمي إن مستثمرا إيرانيا »شيعيا« يمتلك نسبة غير قليلة من أسهم الشركة التي تمتلك النايل سات.. وربما لم تعجبه السياسة التي تتبعهما هاتان القناتان في فضح الأجندة الشيعية في دول الخليج خاصة أثناء الأحداث الأخيرة في الكويت والبحرين.. وقد يؤكد هذا الرأي ماأعلنته وزارة الخارجية مؤخرا بأن مصر لاتعتبر إيران دولة معادية للعرب، وربما يكون إستبعاد القناتين هو وع من الغزل من جانب حكومتنا الرشيدة تمهيدا لعودة العلاقات بين البلدين! وفي كل الأحوال، الشعب يريد بيانا صريحا من إدارة النايل سات »المصرية« يعلن فيه للجميع من هو بالضبط الذي يدير ها ؟ وهل ورثت »النايل سات« وزارة الإعلام الملغاة في مهمتها، عندما كانت تحارب علانية كل توجه إسلامي.. حتي إن البرامج الدينية »القليلة« كادت تتواري بين ركام المسلسلات وبرامج المنوعات الهابطة التي تعرض خلال 24ساعة في اليوم! وهل أصبحت النايل سات »المصرية« ذات توجه شيعي، بعد أن أعطت التراخيص لعشرات القنوات الشيعية لتبث سمومها من كل دول العالم وتواصل هجومها السافر علي القرآن الكريم والرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته وزوجاته؟ أم أصبحت النايل سات »المصرية« شركة ذات توجه »إباحي« لإغراق شبابنا الرذيلة عن طريق قنوات متخصصة في هذا الشأن! فهذه قنوات منوعات هابطة مستفزة ومقززة لاتعرض سوي النساء العاريات.. وأخري تدعو »للدعارة بالتليفون« علي شاكلة قنوات »الأصدقاء«.. و»همسات الليل«.. و»أنا وأنت وبس ياحلوتنا« حتي أن بعض هذه القنوات تعلن عن بضاعتها بكل فجور.. فوسط بعض الصور لحسناوات القناة تسمع من تقول لك: : »بدك تستمتع بأحلي كلام مع أحلي صبايا، بأي شئ يخطر ببالك.. لاتخجلوا أو تستحوا بالاتصال فينا.. دائما بنستناكوا علي نار« »!!« لقد ألغيت وزارة الإعلام بتهمة الاستخفاف بالعقل المصري.. فهل ورثت »النايل سات« تلك الوزارة في مهمتها البغيضة في إفساد عقول وتدمير أخلاقيات المصريين.. اللهم خيب ظني!