رسالة روما : رضا حماد لم يدخر الدكتور فتحي سرور رئيس البرلمان المصري جهدا في محافل البرلمانات الدولية واللقاءات البرلمانية الخارجية في الافصاح والكشف بحزم علي مدي المخاطر التي تواجه المنطقة بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي وممارسات الحكومة الاسرائيلية المستفزة لمشاعر المسلمين والمسيحيين لتعديها علي المقدسات الدينية في القدسالمحتلة وخلال اجتماعات اللجنة البرلمانية العليا المصرية الايطالية المشتركة التي انعقدت في روما بمقر البرلمان الايطالي اطلع د. فتحي سرور نظيرة الايطالي جان فرانكو فيني علي مدي خطورة الوضع في القدسالمحتلة من جراء »الحفريات التي تقوم بها اسرائيل تحت المسجد الاقصي والتي إذا ادت لانهياره فان ذلك سيخلق أمرا شبيها بإلقاء قنبلة نووية وسيؤدي الي تطورات خطيرة جداً بالمنطقة . وخلال لقاء دكتور سرور مع جان فرانكو فيني اشاد رئيس مجلس النواب الايطالي بقوة العلاقات بين البلدين والدور الفعال الذي تلعبه مصر لتحقيق الاستقرار والامن في المنطقة كما اشاد بسياسة الرئيس مبارك الحكيمة التي تلقي تقدير جميع زعماء دول العالم »في حين اكد دكتور سرور علي ضرورة دعم العلاقات بين مصر وايطاليا وتفعيل جميع الاتفاقات التي ابرمت بين البلدين تماشيا مع رؤية الرئيس مبارك للدور الايطالي الذي يعد بالنسبة لمصر شريكاً استراتيجياً قوياً. وتناول رئيسا مجلس النواب المصري والايطالي خلال اجتماع اللجنة البرلمانية العليا المصرية الايطالية المشتركة سبل تدعيم العلاقات الثنائية الحكومية والبرلمانية بين البلدين وتفعيل مبادرات الاتحاد من اجل المتوسط والجمعية البرلمانية الاورمتوسطية كما احتلت القضية الفلسطينية حيزا كبيرا في مباحثات رئيس مجلس النواب المصري والايطالي وحرص دكتور سرور خلال لقائه مع الجانب البرلماني الايطالي علي طرح مشكلة ازالة الالغام بمنطقة العلمين المصرية وكيفية قيام الجانب الايطالي بدور اكثر فاعلية للعمل علي مساعدة الجانب المصري لتحقيق هذا الهدف ونوه د. سرور بالدور الذي لعبته القوات المسلحة المصرية في إزالة الألغام بمنطقة العلمين وأوضح ان القوات المسلحة بذلت جهوداً كبيرة لنزع بذور الموت التي زرعتها دول المحور والحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية. واكد دكتور فتحي سرور لنظيره الايطالي علي ضرورة تنفيذ المشروعات التي تم الاتفاق عليها بشأن الاتحاد من اجل المتوسط وانه يجب بذل كل الجهود للعمل علي حل القضية الفلسطينية التي تأخذ وقتا طويلا من اجندة الاتحاد حتي يتمني التفرغ لقضايا العلاقات المشتركة واستعرض الدكتور سرور مع فيلي تطورات الوضع في القدس والاراضي المحتلة حيث حذر د. سرور من خطورة الموقف المشتعل بسبب تعنت الجانب الاسرائيلي ومن جانبه يري فيني ان »التأثير الاوروبي علي اسرائيل بقوة النفوذ الامريكي واتفق الطرفان علي ضرورة استمرار الدور الامريكي في عملية السلام ودعمه أوروبيا«. واشار الدكتور سرور لموقف »الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يقف امام امتحان صعب مع العالم الاسلامي بعد الخطابين اللذين ألقاهما بالقاهرة واسطنبول وتأكيده الالتزام بحل المشكلة الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية. وحرص فيني الي الاستماع للدكتور فتحي سرور عما وصلت اليه الرعاية المصرية لاتفاقية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والمشاكل التي تحول دون التوصل الي نهاية الخلافات بين فتح وحماس حيث اكد دكتور سرور علي ان مواقف حماس المتشددة تجاه المصالحة ناتجه ايضا بسبب التصعيد الاسرائيلي واستمرارها في الاستيطان الامر الذي يؤثر في اسلوب رد الفعل من جانب حماس. واكد سرور في لقائه مع فيني بان السلام القائم علي العدل هو الضمان لأمن الجيل الجديد في اسرائيل ولكي يطمئنوا علي ان مستقبلهم ليس في خطر وذلك بدلا من ان تعيش الحكومة الاسرائيلية علي انتهاك القوانين الدولية. وحول دور القارة العجوز في عملية السلام قال سرور »ان أوروبا لابد ان تقوم بدور اكبر بما يتفق مع دورها التاريخي الحضاري والاخلاقي فمن مصلحة اوروبا التوافق مع العرب لاستقرار المنطقة ولهذا انشأنا الاتحاد من اجل المتوسط وختم الحديث منوها الي ان »المصالح الاوروبية مهددة ما لم يتحقق السلام في الشرق الاوسط. واحتل موضوع الالغام جانباً كبير من اهتمامات اللجنة العليا البرلمانية بين الجانب المصري والجانب الايطالي حيث تحتل قضية الالغام اهمية خاصة في ملف العلاقات الايطالية المصرية نظرا لمشاركة ايطاليا خلال الحرب العالمية الثانية في زراعتها وعلي الرغم من مساهمة ايطاليا ببعض المعدات الاستكشافية لازالة الالغام ومعدات حماية الاشخاص تعد مساهمة رمزية الا انها تعكس حرص الجانب الايطالي علي الاهتمام بالقيام بدور في عملية نزع الالغام بمنطقة العالمين. ولذلك استعرض الدكتور سرور الاثار السلبية لمزارع الموت التي تمثل خمس مساحة مصر كلها وهي مزروعة بالالغام التي وضعتها ايطاليا والمانيا وبريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية ودعا دكتور سرور يدعم ايطالي اكثر للتعاون مع مصر كما حث الجانب الايطالي علي المشاركة في تمويل المرحلة الثانية من المشروع القومي لازالة الالغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي وظهيره الصحراوي، واتفق الطرفان علي إسهام ايطاليا عبر القطاع الخاص في تنمية المنطقة المزروعة بالالغام والمساعدة في ازالتها من خلال القوات المسلحة المصرية واقترح فيني ان يضاف الموضوع لجدول القمة المنتظر عقدها بين الرئيس حسني مبارك ورئيس الحكومة الايطالي سيلفون بيرلوسكوني خلال مايو المقبل في روما. وانتهز جان فرانكو فيني فرصة لقائه بالدكتور سرور لكي يعبر عن تقديره الكبير للدور الكبير الذي يقوم به الازهر الشريف في نشر روح التسامح والمحبة بين الناس كما اشاد بالمعفور له شيخ الازهر الراحل سيد طنطاوي الذي التقي به خلال زيارته الاخيرة بالقاهرة وأوضح له الكثير من الحقائق حول الاسلام وتمني فيني لقاء الشيخ احمد الطيب شيخ الازهر خلال زيارته المقبلة لمصر. وكان »جان فرانكو فيني« رئيس مجلس النواب الايطالي خلال زيارته الاخيرة لمصر قد وقع مع الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب علي مذكرة تفاهم بشأن الارتقاء بالعلاقات البرلمانية بين البلدين وتقضي مذكرة التفاهم بإنشاء لجنة عليا مشتركة علي مستوي رئيس مجلس الشعب ومجلس النواب وبحيث تنعقد سنويا بالتناوب بين الجانبين.