أتمني أن تقودنا ثورة الشعب التي قادها شباب مصر إلي ثورة أخلاقية شاملة لإعادة قيمنا وأخلاقنا وسلوكياتنا الأصيلة، واتصور أنها لن تحتاج إلي هذا الجهد الذي احتاجته الثورة لاثبات وجودها .. فكل مانرجوه ونتمني تحقيقه، موجود ومغروس بالفعل في وجدان كل مصري، كل المطلوب هو نفض الغبار الذي اعتري أخلاقنا خلال الحقبة الزمنية الماضية.. فلن ينصلح حالنا أبدا مهما قمنا بثورات، لو ابتعدنا عن ديننا وأخلاقنا وسلوكياتنا الأصيلة.. فليس من المقبول أن يتمسك شباب استطاع ان يغير وجه التاريخ المصري الحديث بصورة أذهلت العالم، بمفردات لغوية ولغة حوارية غريبة لاتمت للغتنا العربية الجميلة التي يجب أن تستعيد هيبتها مع إشراق شمس الثورة.. وليس من المقبول ان يحاول البعض ان يفرض علي من يختلف معه ان يتجرع مرارة كأس سبق ان رفضه من قبل. إذا كنا ننادي بأهمية تغيير المناهج في مدارسنا باختلاف مراحلها.. فقد آن الآوان لتغيير مناهج الدراسة في كليات الشرطة.. وأن تكون الدراسة تحت عنوان »الشرطة في خدمة الشعب«.. فليس من المعقول ان تكون الخبرات الشرطية التي يدرسها الطلبة عكس الشعار الذي ترفعه وزارة الداخلية لضباطها بعد التخرج! وإذا أرادت الشرطة بعد اليوم حماية النظام، فعليها ان تعرف كيف تحمي الشعب أولا.. فالثورة اثبتت بما لايدع مجالا للشك أن قوات الشرطة لن تستطيع مهما كان جبروتها وبلغ عتادها وعددها حماية نظام لايحميه الشعب بنفسه.. فالشعب وحده هو الذي يستطيع حماية أو إسقاط أي نظام. الذين يحاولون تعيين ابنائهم في المصالح الوزارات التي يعملون بها .. نسوا ان الثورة قامت ضد مبدأ توريث السلطة، وهو المبدأ الذي يحاول البعض فرضه الآن بالقوة ويطالب بتوريث الوظائف لأبنائهم .. اين العدالة الاجتماعية ؟ يجب أن تختفي من قاموسنا السياسي والاجتماعي بعض المصطلحات الغريبة.. وعلي سبيل المثال يجب ان تحل كلمة »شعب مصر« بدلا من مصطلحات التفرقة العنصرية التي انتشرت في السنوات الاخيرة، مثل كلمة »شعب« الاسماعيلية.. و»شعب« الدقهلية.. و »شعب« الكنيسة.. فليس في مصر سوي شعب واحد هو شعب مصر.. أما محل اقامته أو اختلاف ديانته لا تعطي لأحد الحق في الانفصال عن مصر.