أحب وأحترم الرئيس مبارك مثلما يحب ويحترم الابن أباه.. أتمني له الخير من كل قلبي.. وأرجو أن نترفع عن الإساءة إليه.. فهي لا تليق بمقامه وتاريخه.. ولا تتفق مع أخلاقنا وقيمنا.. وهو رئيس مصر الفعلي. أقدر وأحترم مطالب الشباب.. مثلما أنظر تماما إلي مستقبل ابنتي وابني.. وأعترف بكل اعتزاز بأن طهارة الشباب تضعنا جميعا أمام محكمة الضمير.. وعلينا أن نتحلي بالمسئولية والشجاعة لنعترف بأن هؤلاء الشباب هم أصحاب المستقبل وقادته. نبهني أحد الزملاء إلي حقيقة غابت عن أذهان الجميع.. قال لي: الرئيس حسني مبارك أثبت أنه شريك كامل في ثورة الشباب التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير.. حين استجاب لجميع مطالبهم المشروعة. وقال: حسني مبارك يعيد هذه الأيام بناء الدولة المصرية.. مثلما سبق له وأعاد بناء سلاح الطيران بعد نكسة1967. لا أعتب علي الشباب.. والعتب علي رجل في وزن الشيخ القرضاوي.. والدكتور البرادعي.. كلاهما يطلب من الرئيس أن يرحل عن وطنه.. القرضاوي عاش خمسين عاما خارج مصر.. والبرادعي عاش ثلاثين عاما.. كلا الرجلين تعود علي هجر الوطن والابتعاد عنه.. بل والاستغناء بغيره.. مبارك لم يعرف غير مصر موطنا.. ولا يختار غيرها مأوي ومستقرا.. كلا الرجلين يخالف الدستور الذي تنص مادته الواحدة والخمسون علي أنه: لا يجوز إبعاد أي مواطن عن البلاد أو منعه من العودة إليها. الشيخ يستخدم شريعة الإسلام في التحريض علي مبارك وترحيله.. والدكتور يستخدم الليبرالية في إيقاع عقوبة غير دستورية وغير قانونية.. هي عقوبة النفي خارج الأوطان. القرضاوي والبرادعي سقط كلاهما في مادتي الأخلاق والحرية.. ونجح بل وتنافس الرجلان في مادتي التشفي والانتقام. القرضاوي استخدم الإسلام في غير محله.. والبرادعي عبر عن إيمانه بطبعة متوحشة من الليبرالية المريضة. أعود وأقول مبارك هو الوحيد.. القادر خلال الأشهر المقبلة.. علي تجديد آليات النظام السياسي.. بما يحول مطالب الشباب إلي واقع ينفعهم في مستقبلهم. مطلب الترحيل غير دستوري وغير قانوني وغير أخلاقي وغير إنساني.. وإذا كان هناك عذر للشباب المتحمس.. فما هو عذر الكبار إلا التحمس للانتقام؟!