اعترف الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس الأعلي للشباب بوجود تقصير وعدم تواصل مع شريحة كبيرة من الشباب الذين خرجوا للشارع ظهر يوم 52 يناير، وقال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة إن أحد قراراته المهمة في الفترة القادمة، إنشاء لجنة جديدة لثقافة الشباب، تضاف إلي اللجان الموجودة بالمجلس الأعلي للثقافة، وسوف يكون أعضاؤها من الشباب الذين شاركوا في مظاهرة 52 يناير، كما سيطالب مجلس الوزراء بتكوين مجموعة ثقافية علي غرار المجموعة الاقتصادية للمجلس، بهدف نشر الثقافة السياسية الصحيحة، ثقافة الاختلاف وثقافة الدولة المدنية من النقاط المهمة التي أشار لها الدكتور جابر عصفور في الحوار الذي نشرته جريدة الأخبار، تساؤل تم في الاجتماع الأول لمجلس الوزراء عن الجامعة العمالية، المنوط بها تثقيف العمال، وقالت وزيرة القوي العاملة إنها لا تمارس نشاطها. في العام الماضي قرر أعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة فتح ملف المسرح الجامعي، ودوره في صياغة الوعي الثقافي لشباب الجامعات، وتم الاجتماع مع القيادات المسئولة عن هذا النشاط في المجلس الأعلي للشباب، وكانت المفاجأة، صدور قرارات بتجميد اشراف المجلس علي الأنشطة الفنية والثقافي، والتركيز علي الأنشطة الرياضية، وقبل عشر سنوات كانت الجامعة العمالية إحدي الوسائل المهمة، لاستثمار النشاط الثقافي والابداعي لقطاعات من الشباب، صحيح ان انفجار الشباب يوم 52 يناير يعود لمشاكل اجتماعية ومطالب أكدت القيادة السياسية علي شرعيتها، لكن الصحيح أيضا ان غياب الوعي الثقافي، وعدم تكامل الأجهزة المنوط بها رعاية الشباب، ساعد علي اشتعال الشرارة، الأمر الذي يحتاج لاستراتيجية ثقافية جديدة، تتوازي مع الجهود الكبيرة والمهمة التي بدأت الدولة القيام بها علي جميع مستوياتها. لابد أن تكون الثقافة أحد الملفات المهمة التي يناقشها المؤتمر المقرر انعقاده الشهر القادم، لمناقشة قضايا الشباب، وان يعيد المجلس الأعلي للشباب الاهتمام بالنشاط الثقافي والفني. المرحلة القادمة تحتاج إلي تكامل حقيقي بين أجهزة الاعلام والثقافة، واعتقد ان الوزير القادم للثقافة سوف يبدأ أول خطوة تلبي هذا الاتجاه، فقد كلف الدكتور جابر عصفور قبل استقالته قيادات وزارة الثقافة بإعداد لمؤتمر لثقافة الشباب، الأفكار والأحلام كبيرة، وسوف تعود مصر أقوي مما كانت، وتتجاوز الأيام العصيبة والنفوس المريضة، فقد كشفت المحنة أهم عناصر قوة هذا الوطن، وقدرة شعبه علي التماسك والتلاحم، مهما كانت مرارة الأزمات.