سحب آثار المساجد ووضعها بالمخازن لضمان عدم سرقتها مشكاوات »الرفاعي» في عهدة الأوقاف و»الغفير» دخل السياحة لا يغطي 30٪ من رواتب الموظفين افتتاح المتحف الإسلامي خلال أيام.. ومعرض آثار جديد يزور 8 دول بالعالم منذ أكثر من خمسة اعوام والآثار المصرية تعاني من أزمات صعبة أدت إلي توقف مشروعات ترممها وكلها تعاني من اعتداءات علي المناطق الأثرية وسرقات ضخمة.. كل هذه الازمات تحدث في ظل أزمة نقص تمويل خاصة.. ويعتبر د.خالد العناني وزير الآثار أن قبوله حقيبة الآثار بمثابة مهمة، يجب عليه ان ينفذها علي أكمل وجه، حيث إنه تولي مسئولية الآثار في ظروف صعبة، فبعد أن كانت تدر دخلا كبيرا يساهم في الناتج القومي قبل الثورة، أصبحت الآن وزارة مدينة تضطر الي اقتراض رواتب موظفيها، بينما تستطيع بالكاد توفير التمويل اللازم لاستكمال عدد من المشروعات المهمة. ووسط هذه التحديات نعرف في السطور التالية: الي مدي استطاع وزير الآثار تحقيق ما كان يطمح اليه منذ توليه الوزارة من انجازات، وهل هناك افكار تمت دراستها لتوفير دخل من مصادر أخري بديلة للسياحة، بالاضافة الي أهم الخطوات في سبيل حماية الآثار من السرقة وجرد المخازن وانشاء قاعدة بيانات الكترونية. • حادثة سرقة مشكاوات مسجد الرفاعي ليست الاولي من نوعها حيث تتعرض الآثار الاسلامية التي يقع اشرافها بين الآثار والأوقاف للسرقات بشكل مستمر..فما الاجراءات التي تم اتخاذها للحد من هذه السرقات؟ - مسجد الرفاعي أثر اسلامي ولكنه يقع تحت اشراف وزارة الاوقاف، والغفير التابع لها هو من لديه مفتاح المسجد والقاعة التي توجد فيها المشكاوات وهو من يتسلم هذه القطع المنقولة، ولكن في النهاية أعتبر فقدان اي أثر مسئولية وزارة الآثار، فليس من المفترض أن تترك أي آثار منقولة بهذه الطريقة لدي جهة أخري، لذا اتخذت قراراً لأول مرة منذ ايام بتسجيل هذه المقتنيات كآثار وليس عهدة، والخطوة الثانية سنقوم بسحب الآثار القابلة للنقل من المساجد وايداعها المخازن والمتاحف ووضع بديل لها غير أصلي، لانه من الصعب جدا تأمين مئات المساجد الاثرية المليئة بالآثار المنقولة علي مدار الوقت، أو تركها لعامل الاوقاف البسيط الذي ليس لديه قدر من الثقافة لمعرفة قيمتها، ايضا سيتم تسجيل الاثار المنقولة في العصور »الاسلامي والقبطي واليهودي». وهل هناك تعسف من الأوقاف في ترميم المناطق الاثرية التي تتبعها، خاصة انه يوجد تبادل اتهامات دائما بين الطرفين في إلقاء المسئولية علي الطرف الآخر؟ - المسألة بين الآثار والاوقاف ليست تبادل اتهامات لأننا دولة واحدة في النهاية، ووفقاً للمادة 30 يقع ترميم الآثار الاسلامية التي تتبع الآوقاف علي عاتقها، وغير صحيح أنهم يرفضون ترميمها، وخلال الفترة الماضية سلمت الاوقاف للآثار أربعة شيكات بقيمة المقايسات التي حددتها الوزارة لترميم مساجد في رشيد وكفر الشيخ والقاهرة والفيوم، وعلي مدار السنوات الماضية كانت الآثار هي التي تدفع تكلفة الترميم ولكن لما تعثرت ماديا وأصبحت غير قادرة علي ترميم الآثار الفرعون والاسلامية أصبحت تنتظر تدخل الاوقاف لتحمل التكلفة المالية. هناك دائما اتهامات للآثار بالتقصير في ترميم الأماكن الأثرية، واهمال العديد منها فلماذا لا توجد إدارة للترميمات العاجلة؟ - حالة الحفاظ علي الآثار كلها وحالة خدماتها تتراجع بالفعل وهو شيء طبيعي، لان أي شيء لا ينفق عليه بشكل منتظم ستسوء حالته، وليس لدي وزارة الآثار السيولة المالية اللازمة لصيانة الآثار وعمل المشروعات بالطريقة المرجوة لان تمويلها ذاتي، ودخلها معتمد علي السياحة التي تراجعت بعد الثورة، لذا نحاول ايجاد طرق أخري لتوفير دخل للوزارة دون الاستغناء عن السياحة، وقيمة الدخل الذي يأتي من السياحة حاليا يغطي رواتب العاملين بالوزارة بنسبة تتراوح بين 20% الي 30%، لذا نضطر الي أخذ تسهيل ائتماني من وزارة المالية لسداد رواتب المثبتين والمتعاقدين الذين يصل عددهم الي 38 الف موظف، بينما كان دخل المجلس الاعلي للآثار قبل الثورة يزيد علي مليار و300 مليون جنيه في السنة، ومع ذلك تم تنفيذ عدد من مشروعات الترميم العاجله لقصر اسماعيل المفتش حيث كان في حالة سيئة جدا بقيمة 63 مليون جنيه وفرتها الحكومة، وتم عمل درء خطورة لقصر البارون لأول مره منذ سنوات. بعض الاماكن الاثرية يتم تركها لاعمال التخريب المتعمد حتي تنهار تماما وخاصة القصور والفلل مثل فيلا »اسبنيان» بالهرم.. فما تعليقك؟ - لا اعتقد ان هناك اي اثري يمكن ان يترك اي اثر للتخريب بشكل متعمد ولكن يتم تخريبها من قبل اللصوص لنهبها واعتبر انني اكثر وزير للاثارمهتم بمسألة اعادة استغلال القصور في مشروعات تدر دخلا للوزارة. ولماذا لم تطلب وزارة الآثار تخصيص ميزانية لها من الموازنه العامه للدولة أسوة بباقي الوزارات؟ - طالب بذلك بالفعل زملائي من وزارء الآثار السابقين علي مدار السنوات الماضية ولكن الأمر مرتبط بقانون ينص علي ان المجلس الاعلي للاثار ذاتي التمويل لذا يتم اقتراض الرواتب ولم يشعر الموظفون بهذه المشكله لان الدوله تتحمل بالكامل المثبتين والمتعاقدين، ولكنه وضع سيتغير قريبا لان مجلس النواب ممثلا في لجان الاعلام والثقافة والآثار أو السياحة مهتم جدا بالاثار ويرغب في رفع مستوي الخدمات، وعندما توليت وزارة الآثار طلبت من الدولة توفير التمويل اللازم لعدد من المشروعات الطارئة مثل المعبد اليهودي ومنطقة أبو مينا بالاسكندرية وتمت الاستجابة، ولكن ما نحتاجه لترميم وتطوير جميع المواقع الأثرية ميزانية كبيرة جدا ليس من السهل توفيرها دون وجود مصادر للدخل. وما الأفكار الجديدة التي يتم دراستها لحل الازمة المالية لدي الآثار وتوفير مصادر بديلة للدخل؟ - قمنا بعمل تصاريح الزيارة السنوية، وتذكرة »الأقصر باس» التي تسمح بزيارة كل المناطق الاثرية بالاقصر وقيمتها 80 دولارا للاجنبي، وهي فكرة تطبق لأول مرة، وأيضا فتح المتحف المصري ليلا، وعمل لائحة تصوير سينمائي، وعمل اول معرض للمستنسخات الاثرية، وحاليا نقوم بعمل خط انتاج لها، وصدر قرار وزاري بمنع استيراد المستنسخات التي لها علاقة بالحضارة المصرية من دول اخري، سيتم تنفيذه بالتعاون مع الجمارك ووزارة المالية، بالاضافة الي الاستثمار في الخدمات في الاماكن المحيطة بالاماكن الاثرية، مثل: عمل مطاعم وكافيتريات وبازارات ومحلات،واهتم جدا بمسالة استغلال الاثار واعادة تدويرها مثل القصور التي يحتاج الواحد منها الي 100 مليون جنيه لاستثمارها، بالاضافة الي فتح مقبرتي نفرتاري وسيتي الاول للزيارة الذين يصل دخلهم الشهري الي مليون جنيه، ومعارض الآثار الخارجية. المعارض الأثرية كانت مصدر دخل كبير للآثار، ولكن مؤخرا دار حولها جدل كثير، فما رأيك؟ وهل هناك معارض جديده يتم التحضير لها؟ - معارض الآثار لديها قواعد تضبط عملية خروجها ويرافقها دائما أحد افراد شرطة السياحة والآثار ومرممون واثري مقيم، ونتعامل فيها مع دول وليس اشخاصاً، وهي تساعد علي تنشيط السياحة وايضا تحسن الصورة الذهنية عن مصر، لذا فإن الجميع مستفيد منها سواء كدولة أو كوزارة أوالآثار نفسها التي يتم الحفاظ عليها من دخل هذه المعارض، ويوجد حاليا معرضان في اليابان وزيوريخ بسويسرا، ويتم التجهيز لمعرض جديد سيزور 8 مدن بالعالم وسيكون العائد منه كبيرا جدا، وسيتضمن بعض مقتنيات الملك »توت عنخ آمون». معظم المتاحف بالمحافظات مغلقة منذ سنوات، ومن بينها المتحف اليوناني الروماني رغم اهميته، فهل هناك اي جديد لتحريك العمل في تلك المتاحف؟ - هناك أكثر من 20 متحفا مغلقاً، وستظل مغلقة لحين توفر التمويل اللازم لاستكمال هذه المشروعات، ولكن تم افتتاح عدد منهم وهي: متاحف ملاوي وكوم أوشيم وسيتم افتتاح المتحف الاسلامي خلال أيام، وافتتاح جزئي لمتحف الحضارة منتصف شهر فبراير القادم، أما بالنسبة للمتحف اليوناني الروماني فليس متوفر له تمويل حاليا. إذا توفرت لديك الميزانية أي المشروعات ستكون علي قائمة اولوياتك؟ وما الاهداف التي تمكنت من تحقيقها حتي الآن منذ توليك حقيبة الآثار؟ - الأولوية ستكون لتأمين الآثار وهو ما يطالبني به الجميع، مثل: بناء أسوار حول المناطق الاثرية وتزويدها بكاميرات مراقبة حديثة، وغفراء وشركات النظافة وطرق مؤدية الي المناطق الاثرية، ايضا كنت حريصاً علي الاهتمام بملف استرداد الآثار الذي يقوم فيه قطاع الآثار المستردة بمجهود كبير في استعادة آثارنا من الخارج وكل اسبوع نسترد قطعا جديدة من امريكا وسويسرا والامارات واسرائيل، بالاضافة الي التواصل المجتمعي مع فئات الاطفال والمسنين، فأي شخص تجاوز عمره الستين له الحق في دخول كل المناطق الاثرية مجانا بالرقم القومي فقط، وايضا طلبة المدارس الحكومية، كما قمنا بإصدار نشرة شهرية عن الوزارة لحين الانتهاء من تجهيز الموقع الالكتروني حتي يعرف العالم كل ما يحدث في مجال الآثار بمصر من بعثات جديدة ومؤتمرات وآثار تم استردادها وحتي تكليفات العاملين بالوزارة وتصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وطلبت عدم وضع صوري بها لانه ليس الهدف منها الدعاية للوزير. هل هناك تحسن في نسبة الاقبال علي زيارة المناطق والمتاحف بعد الثورة، مقارنة بأوضاع ما قبل الثورة؟ - بشكل عام يوجد تحسن في نسبة السياحة في العام 2016 مقارنة بالعام 2015، ولكننا لم نصل حتي الي نصف ما كانت عليه قبل الثورة، ايضا لم نقم برفع اسعار تذاكر المعابد والمتاحف، فالمتحف المصري مثلا تذكرته بقيمة 75 جنيها للاجنبي أي ما يعادل 10 دولارات، الآن بعد تعويم الجنيه أصبحت تعادل 4 دولارات، اي أن المتحف اقتصاديا لا يحقق مكسبا، وكن لو رفعنا قيمة التذاكر سنضر بالسياحة لأن التذاكر تباع بالموسم المحدد قيمته مسبقا، وحلم حياتي ان افتتح متحفي شرم الشيخ والغردقة، ويحتاج الاول ل400 مليون جنيه، لذا نبحث عن حل جديد وهو الشراكة مع جهة أخري تتولي الاخيرة الخدمات من الكافيتريات والمحلات والمطاعم بينما تقوم الوزارة بالاشراف علي الآثار والمخازن والعرض المتحفي وتمت بالفعل مفاوضات في هذا الشأن وليس من السهل اجتذاب المستثمرين في هذا المجال. إلي أين وصل مشروع انشاء قاعدة بيانات الكترونية لوزارة الآثار، وهل ستقوم بجرد مخازن الآثار لاعادة تسجيلها ؟ - تم عمل بروتوكول مع وزارة الاتصالات لانشاء قاعدة بيانات للآثار المصرية وقمت بتعيين معاون وزير للخدمات الرقمية لمتابعة هذا المشروع، وهو سيكون توثيقاً للأثر بالصورة وكل التفاصيل بحيث أن أي قطعة يمكن العثور عليها بسهولة، وحدث بالفعل واقعة تبديل لقطع بالمخازن بأخري مقلدة في مخازن متحفي الحضارة وسقارة، وعندما كنت متوليا الاشراف علي متحف الحضارة فوجئت أن القطع الاثرية بالمخازن ليس لها سجلات فأمرت بتسجيلها، وحاليا قمت بتعيين مدير جديد للمخازن الآثرية بدأ في عمل بطاقة موحدة وحصر وتوثيق للآثار، والجرد لن يكون عددياً فقط ولكن للتحقق أيضا من أثرية جميع القطع. حتي الان لا توجد هيكلة واضحة لوزارة الآثار منذ الاعلان عن تشكيلها وهو ما يخلق تضاربا في الاختصاصات بين مهام وزير الاثار والامين العام للمجلس الاعلي للاثار؟ - هيكلة وزارة الاثار تم إعدادها وتجهيزها بالكامل منذ عهد الوزير السابق د. الدماطي، وقمت بعمل بعض التعديلات عليها وهي جاهزة الان وسيتم تطبيقها مباشرة بعد صدور قرار بالغاء المجلس الاعلي للاثار وتتضمن الهيكلة قطاعا للمشروعات والترميم الذي طالب به كثير من الاثريين. مشروع تطوير هضبة الأهرامات توقف لفترة بسبب نقص التمويل، فهل تم توفير الميزانية اللازمة لاستكماله؟ - وزارة السياحة ساهمت بالفعل ووفرت 52 مليون جنيه وتم تحويل 25 مليونا من الآثار، وتم تحريك المشروع، وهناك اهتمام كبير من الدولة بالمشروعات القومية، ونعقد اجتماعات اسبوعية لمناقشة تطورات المشروع في مجلس الوزراء ومع المهندس ابراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية الكبري، وسيكون هناك مكان ومكتب لي في المنطقة لمتابعة المشروع بشكل مستمر. وماذا عن تعديلات قانون حماية الآثار، ومشروع إنشاء نقابة للأثريين، والاتفاقيات الدولية التي تحمي تراثنا؟ - قانون الآثار تتم مناقشته بالفعل في مجلس النواب، ونعمل ايضا علي ملف قانون تشكيل نقابة للاثريين، وبدأت مناقشته بالفعل وهي حلم كبير للاثريين، أما بالنسبة للاتفاقيات الدولية فهي لا تنصفنا، حيث تطلب منا نحن اصحاب الاثر اثبات ملكية الاثر الذي يباع بالخارج، لذا نحاول توقيع اتفاقيات ثنائية بشكل اوسع طالما الاتفاقيات الدولية لا تحمي آثارنا بالشكل الكافي مثل مذكرة التفاهم مع امريكا لحماية التراث الثقافي التي استكملت إجراءاتها بعد المجهود الذي بذله الوزراء السابقون لتحضيرها، وهناك اتفاقيات أخري مع السعودية واليابان والصين الي جانب توقيع بروتوكولات مع 6 دول أخري. ماذا سيكون مصير المتحف المصري بعد نقل مجموعة »توت» الي المتحف الكبير، ونقل المومياوات الي متحف الحضارة؟ وهل سيلقي اقبالا بعد افتتاح المتحفين الجديدين نظرا الي حالته التي تحتاج الي تطوير؟ - سننقل من المتحف المصري بالتحرير 2500 قطعة من مقتنيات »توت عنخ آمون» بينما سيتم نقل المومياوات الي المتحف القومي للحضارة وعددهم 30 مومياء، بالاضافة الي القطع التي لها علاقه بالحضارة، وسيتبقي بالمتحف المصري بالتحرير 157 ألف قطعه، وهو عدد كبير جدا، حيث سنقوم بإخراج القطع الهامة التي لم تعرض من قبل من مخازن المتحف المصري مثل المجوهرات وآثار »يويا» و»تويا»، ومن الممكن أن يتم فتحه مرتين ليلا حتي يكون لدي السائح الوقت الكافي لزيارته، بعد زيارة المناطق الاخري مثل الأهرامات ومتاحف الحضارة والنسيج والقبطي والاسلامي وزيارة القلعه والسلطان حسن ومسجد الرفاعي وخان الخليلي وسقارة ومنف، والكثيرون يحبون المتحف المصري رغم حالته وطريقة عرضه التي هي اشبه بمخزن متحفي لأنه اثر.