مرت الجولة الأولي لانتخابات مجلس الشعب لهذا العام ..حيث حظيت الانتخابات لأول مرة بسباق إعلامي جاء علي حساب الموضوعية والدقة والحياد في أغلب التغطيات لعدد من القنوات التي كانت حريصة علي التشهير السياسي بمصر أكثر من نقل الأحداث كما وقعت.. فلجأت هذه القنوات لتسليط الضوء علي عدد محدود من الدوائر التي شهدت تجاوزات ومخالفات تعاملت معها اللجنة العليا للانتخابات سواء بإلغاء صناديق هذه اللجان أو إعادة الانتخابات في هذه الدوائر.. أساتذة الاعلام اتفقوا علي حيادية القنوات التليفزيونية المصرية الحكومية منها والخاصة لكن اختلفوا مع القنوات الأجنبية التي لم تتبع المعايير الاعلامية في نقل الأحداث ..أوضح الاعلامي عصام فرج وكيل المجلس الأعلي للصحافة أن التغطية كانت تتم في حلبة شديدة التنافس بين القنوات الحكومية والخاصة والأجنبية وتمتعت بالحرية التامة في تغطيتها الإعلامية فكانت علي نحو مشرف للجمهور والمشاهدين وسمحت لكافة المرشحين بالظهور علي شاشتها وتابعها العالم ..ولكن هناك الملاحظة الرئيسية علي القنوات الأجنبية في أنها اختارت مراكز الأقتراع التي ستنقل منها الأحداث مسبقاً والتي يتوقع فيها سخونة بين مرشحيها دون باقي مراكز الأقتراع مما كان يوضح تماماً أن هناك إشارات لتعنت هذه القنوات في نقل الأحداث الساخنة فقط دون غيرها . وأضاف إذا لاحظنا عدد مركز الأقتراع التي نقلتها هذه القنوات نجد أنها لا تزيد عن 20 مركز أقتراع علي الرغم من انتخابات مجلس الشعب كانت علي نحو 44 ألف مركز للقتراع وبالتالي جاءت التغطية غير حيادية لكافة المحافظات ..والأختيار المسبق لا يعني سوي التوقع المسبق وهذا يتنافي مع فكرة مصداقية الإعلام . مشيراً الي أن تعلل هذه القنوات بعدم توافر الامكانيات في المحافظات المختلفة لنقل الأحداث منها ..فهذه غلطة لا تغتفر لهم ..فالتليفزيون المصري بدأ يجهز هذه الأمور قبل الانتخابات بشهرين كاملين ولذلك توفرت لهم جميع الامكانيات ونقلت الأحداث من جميع مراكز الأقتراع وبحيادية شديدة ..ولم تطلب هذه القنوات الأجنبية الأمكانيات لكي تنقل الأحداث بشفافية ..وفي النهاية ما رأيناه من القنوات الأجنبية هي وجه نظرها وليست الحقيقية الواقعية .. عدم الشفافية وأتفقت معه د.ماجي الحلواني عميد شعبة الإعلام بالأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام حيث تقول أن متابعتها للإعلام العالمي في متابعة الأنتخابات مجلس الشعب المصرية لم تأت بالشفافية التي ينادي بها القائمون عليها ..فأحدي الدوائر التي أتبع لها وشاركت بصوتي لم أر ما تم بثه من دائرة الدقي وكأنها أحداث مفبركة ..لكن كانت هناك بعض الدوائر التي شهدت سخونة بين منافسيها ولكن المنافسة الشريفة وإذا كانت هناك بعض أحداث الشغب فكانت من قلة من مؤيدي المرشحين وهذا طبيعي يحدث في العالم أجمع . وأضافت أن وسائل الإعلام الأجنبية للأسف لم تتبع الحيادية ونقلت أحداث الدوائر الساخنة مركزة علي الجوانب السلبية دون الايجابية والتي كان منها مثلاً إقبال السيدات بشكل كبير عن كل فترة أنتخابية مضت ..وبهذا الشكل فهي نقلت رأيها من وجهة نظرها وألغت الأداة الإعلامية بالمصدقية والموضوعية والحيادية..وهو علي العكس تماماً مما قدمته القنوات الحكومية من الصباح الباكر في مواقع الأحداث الهادئة والساخنة من جميع المحافظات ولم تترك دائرة تقريباً إلا ونقلت منها الاحداث كما هي دون وجه نظرها ..بإيجابيتها وسلبيتها . لأول مرة فيما أكد د.سامي الشريف عميد كلية الإعلام بالأكاديمية الحديثة أن أنتخابات مجلس الشعب 2010 كانت قوية وعنيفة فلأول مرة تشهد الانتخابات مشاركة 18 حزبا.. والإعلام المصري الحكومي والخاص والدولي كان الأداة القوية التي صنعت هذه الانتخابات من هدوء ومنافسة بل وأداة صنع قرار للجمهور المصري في انتخاب مرشحيها .. مشيراً إلي أن التليفزيون المصري لأول مرة يسمح لجميع المرشحين في الظهور من خلال قنواته لعرض برامجهم بالتساوي من مرشحين مؤيدين ومعارضة ومستقلة وهذا إجراء لابد أن نضعه في إطار الخطوة الأيجابية للتليفزيون الرسمي وتقدمه خلال الفترة الماضية .. وأضاف د.سامي أن القنوات الخاصة لعبت دوراً مهما في تدعيم الناخبين واخترقت القنوات الاجنبية فترة الصمت ولم تحترم القواعد الإعلامية ولم تحرص علي أن الدول الديمقراطية تحافظ علي ساعة الصمت وهو اليوم الذي يسبق الأنتخابات ب 24 ساعة دون عرض ايجابيات أو سلبيات المرشحين أو الدوائر لعدم ممارسة الضغوط علي المنتخبين. موضحاً أن القنوات الأجنبية لم تبث إلا السلبيات فقط وهو ما يتنافي مع التوازن والحيادية الإعلامية ..ولكن كصورة نهائية الانتخابات خرجت بشكل محترم وفرص متوازنة ولابد من الإشادة بها .