ماذا ستفعل الفضائيات في سنة أولي انتخابات؟ هذا هو السؤال الذي يتردد بقوة داخل الأوساط الاعلامية والاحزاب والنخبة السياسية فانتخابات الشوري القادمة هي أول اختبار للقنوات الخاصة وسيكون أداء هذه القنوات تحت رقابة لجنة تقييم الأداء الاعلامي برئاسة د. فاروق أبو زيد الاعلامي المخضرم والتي تضم في عضويتها ممثلين للقنوات الخاصة والأحزاب والمجتمع المدني كيف يغطي المراسلون الانتخابات وهي تنجح القنوات في الاختبار؟ نحن حريصون علي إبراز طابع الشخصية المصرية سواء كان مرشحاً أوناخباً واختيارات الناس فلم يطلب أحد مني تلوين التغطية بالانحياز لطرف علي حساب الآخر فلا شئ مرسوم وليس هناك أشياء مسبقة هكذا يقرر الاعلامي عمرو الكحكي مدير قناة الجزيرة »الانجليزية« فما يحركنا لتسليط الاضواء هو المواجهات في الدوائر الساخنة بين التيارات والاحزاب المختلفة فليس في خطتنا توجيه التغطيات بل عملنا وآراؤنا في أغلبه هو رد فعل بناء لما يجري علي الأرض. ويضيف: بالتاكيد ونحن نبحث عن الخبر سنتجه نحو المواجهات القوية وشكاوي المرشحين واستخدام رموز انتخابية فالأمر يختلف من قناة لأخري حسب الجمهور الذي تخاطبه والجزيرة بالانجليزية تخاطب مشاهد غربي يهتم بالملامح العامة للانتخابات وليس التفاصيل والمعارك السياسية بين التكتلات الكبري.. وهكذا كل شاشة تحكمها مجموعة من القواعد في التعامل مع الحدث. الكحكي يعترف بأن تغطية الاعلام المصري الخاص للانتخابات أقوي بكثير من تغطية القنوات العربية »الجزيرة والعربية« فمصر وأحداثها لا تشغل اكثر من 04٪ من الشاشات العربية كما يتعامل الاعلام الخاص بقوة مع الأحداث خاصة في برامجه المسائية علي دريم، والمحور، والحياة والمواطن يتابع تلك القنوات التي تشبع رغباته. وعموما فإن الحيادية الكاملة تحتاج إتاحة متكافئة فلا يمكن معالجة الأحداث بموضوعية في ظل إمتناع جهات عن الحضور والمواجهة فهذا الغياب عن الفضائيات العربية خطأ أساس يرتكبه المسئولون في إدارة التعامل والعلاقة مع هذه الفضائيات ومقاطعتها تدفعها نحو المعالجات »المبتورة«. ويبدي الاعلامي طارق الشامي مدير الحرة في القاهرة تخوفات من محطات رجال الأعمال فهي قنوات لا تديرها مؤسسات ومن هنا قد يؤثر شكل الملكية علي طبيعة التغطية وليس شرطاً ان يكون صاحب المحطه له توجهات سياسية ولكننا كمصريين نميل لإرضاء »أصحاب العمل« ونزايد في ذلك لدرجة نصبح معها ملكيين اكثر من الملك. ويتوقع الشامي الاهتمام الكبير من القنوات المصرية بالدوائر الساخنة أما قنوات بي بي سي والحرة وغيرهما من المحطات الاجنبية ستهتم اكثر بقضايا الصراع السياسي والدوائر التي ستشهد عنفا انتخابياً و»بلطجة« والتغييرات في الخريطة السياسيه داخل البرلمان فضلا عن الاهتمام بدوائر المرأة وعموما فانتخابات الشوري لا تحظي باهتمام مكثف ولكن زيادة عدد القنوات سيشعل روح المنافسة الاعلامية واذا كان هناك 56 قناة مصرية فان من بينها عشر محطات تتناول الشئون السياسية وبقية القنوات عامة وتتعرض للأنتخابات من خلال برامجها التي تتناولها بالتحليل وعرض التقارير الاخبارية.