يلقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خطاباً مهماً نهاية هذا الاسبوع عقب التعديل الوزاري المنتظر.. وسوف ينتهز ساركوزي الفرصة لالقاء الضوء علي انجازاته السياسية منذ وصوله إلي قصر الاليزيه في محاولة منه لاعطاء دفعة جديدة لعهده قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2102. ومن الارجح ان يجري ساركوزي تعديلات في الوزارة دون تغيير رئيس الوزراء. فقد كان اسم جان لوي بورلو مقترحا ليحل مكان فرانسوا فيون وتضاربت الشائعات حول اختيار وزير البيئة الذي يحظي بشعبية كبيرة ولكن بورلو لا يحظي بشعبية كبيرة داخل الحزب الحاكم وقد يكون هذا من أهمالاسباب التي قد تدعو نيكولا ساركوزي للابقاء علي فرانسوا فيون أذ يأتي هذا التعديل الوزاري في الوقت الذي تتضاءل فيه شعبية ساركوزي والتي تدنت في الآونة الاخيرة الي 82٪ بينما تصل فيه شعبية فرانسوا فيون إلي أكثر من 04٪. ويتمتع فيون الذي يبلغ من العمر 65 عاماً بشعبية كبيرة في صفوف الحزب الحاكم كما يسانده العديد من نواب ووزراء اليمين، يضاف لذلك أنه في آخر استطلاع وجد ان 74٪ من الفرنسيين يفضلون الابقاء علي رئيس الوزراء الحالي مقابل 22٪ فقط لصالح منافسه جان لوي بورلو وزير البيئة. وكان من المتوقع ان يجري هذا التعديل الوزاري غداة هزيمة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية في انتخابات المناطق في مارس الماضي عندما حصل الحزب الاشتراكي وحلفاؤه من انصار البيئة علي 45٪ مقابل 53٪ لليمين ولكن ساركوزي فضل اجراء تعديل وزاري بسيط في ذلك الوقت دون المساس بالوزارات السيادية الا انه في هذه المرة يخشي أنه اذا لم يقبل علي تعديل وزاري كبير لما فتح له الطريق للتقدم بثقة لفترة ثانية للرئاسة. وفي نفس الوقت كان يخشي ان يحظي رئيس وزرائه بشعبية اكبر تمكنه من ان يصبح منافسا في الانتخابات الرئاسية القادمة خاصة أن الرجلين ليسا علي وفاق دائم وكثيراً ما حاول التملص من حصيلة ساركوزي السياسية لعله يوماً يستطيع ان يشق طريقه بذاته. وخلافات ساركوزي وفيون يعرفها الوسط السياسي وتتابعها الصحف وأكثر من مرة حاولا عدم ابراز تلك الخلافات في الآراء والاتجاهات.. ولكن الآن الرئيس يحتاج الي شعبية رئيس وزرائه داخل الحزب وفي الشارع والابقاء عليه يحرمه من ان يكون منافسا له. وفي نفس الوقت من مصلحة رئيس الوزراء ان يبقي اطول وقت ممكن.