رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: دعم الديمقراطية أفضل من الاعتماد علي أنظمة استبدادية تعهد جون كيري وزير الخارجية الامريكي بقيام الادارة الامريكية بتقديم 052 مليون دولار كمعونة لمصر لدعم وضعها الاقتصادي ومساعدة حكومتها علي المضي قدما في نشر الديمقراطية، ولكن هذا لا يعني ان هذا المبلغ المتواضع قد اودع بالفعل في الخزانة المصرية.. فما كاد كيري يعلن هذا التعهد حتي ارتفعت الاصوات المعارضة لتقديم اي معونة لمصر... واستغل المعارضون اجراءات استقطاع جزء من الإنفاق الحكومي الامريكي لينددوا بسوء تقدير واشنطن للامور.. وقالوا بدون تردد ان هذا المبلغ الذي سيقدم لمصر كان يمكن ان يقلص بعض استقطاعات الحكومة الامريكية لبرامج تخدم المواطن الامريكي... وترديد هذا اللغو امر وارد حيث ان اغلب الامريكيين لا يدركون ان الاستقطاعات المطلوب فرضها تصل الي 58 مليار دولار وأن ما قد يقدم لمصر لا يزيد علي ربع المليار دولار. ولابد من التوضيح هنا ان حصول مصر علي هذا المبلغ الضئيل هو مجرد اختبار لمدي الالتزام بمراعاة المصالح الامريكية في المنطقة. وكان في مقدمة من استنكر تسرع الادارة الامريكية بمساندة مصر شبكة فوكس التليفزيونية التي اشارت الي ان كيري قد قام بهذا التعهد في الوقت غير المناسب وأن كل ما حصل عليه من مصر لا يتعدي الآمال والوعود.. وروجت الشبكة لان مصر قد اصبحت معقلا للارهاب وان عناصر مصرية كان لها يد في مقتل السفير الامريكي ببني غازي الي جانب تواجدهم في احداث الجزائر الارهابية وقال المعلق السياسي للشبكة: »إن الاخوان المسلمين بحاجة لسلاحنا واموالنا ولكننا لسنا بحاجة للاخوان...« اما اليوت ابراهمز الخبير بمجلس العلاقات الخارجية ومساعد مستشار الامن القومي السابق فقد رفض ربط المعونة الامريكية التي تقدم لمصر بالاحتياجات الاقتصادية والسياسية واعرب عن امله في ان تكون واشنطن قد حصلت علي تأكيدات مصرية بوقف اضطهاد الصحفيين والعاملين بالمنظمات غير الحكومية... واشار الي ان كيري قد ذكر انه ناقش مع الرئيس المصري اهمية عقد انتخابات نزيهة دون ان تتطرق المناقشة الي اي التزام مصري مقابل الحصول علي المعونة. ومن الجدير بالذكر ان اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية المعنية بشئون الشرق الاوسط وشمال افريقيا بمجلس النواب الامريكي ارادت ان ترفع صوتها بالاعتراض علي اي مساعدة لمصر قبل زيارة جون كيري وزير الخارجية لمصر بيومين فدعت الي جلسة استماع بشأن المعونة الاقتصادية والعسكرية التي تقدم لمصر بعد مرور عامين علي ثورة 52 يناير... وقدمت إلينا روسي ليتنين رئيسة اللجنة مشروع قرار يحمل رقم 614 لم يجر التصويت عليه... ويدعو هذا المشروع الي الحد من المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدم لمصر ما لم تلتزم حكومة مصر بعدة شروط. واشار مشروع القرار الي ان المساعدات يجب ان تستخدم لخدمة مصالح الامن القومي الامريكي في مصر الي جانب دعم الحريات في مصر مع التزام الحكومة المصرية بواجباتها وفقا لمتطلبات المجتمع الدولي والشعب المصري. ومن جهة اخري وفي اطار انعقاد المؤتمر السنوي لجماعة إيباك او المنظمة التي تجمع جميع المنظمات اليهودية الفاعلة في مساندة اسرائيل قامت الجماعة يوم الثلاثاء الماضي بدعوة السناتور روبرت مانندس رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الامريكي لتناول قضية العلاقات الامريكية بالمنطقة. وقد استهل مانندس حديثه بقوله: »إن المساعدات العسكرية الامريكية لمصر ليس شيكا علي بياض« وان العلاقات المصرية- الامريكية امر مهم للولايات المتحدة وان الالتزام بمعاهدة السلام مع اسرائيل خط احمر... واكد رئيس لجنة العلاقات الخارجية ان العلاقات العسكرية الثنائية فيما بين واشنطن والقاهرة وتبادل المعلومات يعود علي الولاياتالمتحدة بفوائد أمنية مهمة نظرا للتعاون الوثيق في مكافحة الارهاب وحق المرور بسهولة عبر قناة السويس الي جانب حق استخدام المجال الجوي المصري. وفي الوقت الذي اقنع فيه رئيس لجنة العلاقات الخارجية الحاضرين بمحورية العلاقة الامريكية مع اسرائيل حث علي دعم العلاقات المصرية- الامريكية من اجل تشجيع مسيرة الديمقراطية ودعم الاستقرار الاقتصادي. ولم يغفل كذلك الاشارة الي اهمية دور مصر المهم كوسيط في العالم العربي ودلل علي ذلك بما قامت به مصر لاحتواء الوضع في غزة في شهر نوفمبر الماضي.ر ورفض رئيس لجنة العلاقات الخارجية توجه بعض اوساط الادارة الامريكية الي التركيز علي السياسة الخارجية في شرق آسيا والمحيط الهادي بدلا من التركيز علي التعامل مع منطقة الشرق الاوسط.ر وقال مانندس: »ان واشنطن لا تستطيع الحفاظ علي مصالحها ومنها حماية اسرائيل عن بعد بل ان هذا يتطلب ان تعمل بهمة لحماية القيم والمصالح الامريكية. واوضح ان التحدي الذي تواجهه الولاياتالمتحدة في المنطقة يتطلب جهدا كبيرا لقيام علاقة دائمة مع شرق اوسط اكثر ديمقراطية بدلا من الاعتماد علي انظمة استبدادية قد تخدم المصالح الامريكية يوما ما ولكنها قد تختفي في اليوم التالي.