كان الله في عوننا من مشايخ الفتاوي والصحافة والفضائيات الذين أهانوا العلماء والعمائم.. وشوهوا معاني وتعاليم الدين الحنيف.. وفتحوا الأبواب أمام الكارهين للطعن فيه والنيل منه! واحد من هؤلاء من مشايخ الحكومة ويشغل منصب وكيل وزارة الاوقاف لمديرية القاهرة.. خرج علينا بخطاب ديني غريب ألقاه امام جمع ضخم من أهالي بلدته في السنبلاوين بعد الصلاة.. ادعي فيه أنه استأذن النبي عليه السلام في الترشح لانتخابات مجلس الشوري القادمة.. وانه تلقي البشري بموافقة الرسول الكريم علي خوضه الانتخابات! لم يكتف وكيل وزارة الاوقاف بذلك الادعاء.. بل أكد لجموع الناس الذين دعاهم في قريته فيما يشبه مؤتمرا انتخابيا بعد الصلاة.. انه طلب من احد إخواننا السعوديين ان ينادي علي الرسول الكريم في مسجده ويقول له ان وكيل وزارة الأوقاف والحافظ للقرآن الكريم كلفه أحد أولياء الله الصالحين من أصحاب المقام في قريته بخوض انتخابات الشوري القادمة وانه يطلب من الرسول الكريم رأيه في ذلك! ثم أكد وكيل وزارة الأوقاف لأهل بلدته ودائرته انه تلقي قطعة من الكسوة التي تغطي مسجد الرسول الكريم كبشري له من آل البيت ليتوكل علي الله ويترشح.. فهلل الناس البسطاء للشيخ المبروك.. وبايعوه بعدما اختاره الرسول الكريم وآل البيت أيضا مرشحا لدائرته في مجلس الشوري! لقد توقفت كثيرا امام كلام الرجل الذي نقله لي مسئول محترم من بلده.. ثم قرأت تفاصيله منشورة في مكان بارز في إحدي صحف المعارضة التي ارادت قطعا ان تتهكم علي الحكومة ومشايخها! وفي تقديري ان وزارة الأوقاف اختارت مولانا الشيخ وكيلا للوزارة لشئون عاصمة المحروسة التي تضم أكثر من 51 مليون مواطن باعتباره شيخا مبروكا ومن أولياء الله الصالحين.. الذين يتحدثون مع الرسول الكريم وآل البيت.. فربما تعم بركاته علي الوزارة وعلي الحكومة الذكية كلها! لذا أقول حقا.. انهم مشايخ آخر الزمن.. ولا عزاء لنا في تطوير واصلاح الخطاب الديني.. »وشر البلية ما يضحك«! استفزني جدا خبر تظاهر طلاب كلية الصيدلة بجامعة الازهر احتجاجا علي قيام البيه العميد بصفع طالب بالسنة الرابعة علي وجهه أمام زملائه لأنه ألقي كلمة في المدرج قبل بدء المحاضرة عن تعاليم الرسول الكريم في كيفية الاحتفالات الدينية! الواقعة خطيرة لانها تعني ان جسور المحبة والمودة انقطعت.. وان التواصل بين الطلاب واساتذتهم في الجامعات انهار ايضا.. ووصل الي حد ان يتعدي العميد وهو الاستاذ والأب علي طلابه بدلا من ان يتحاور ويتناقش معهم.. فلا يجدون ردا عليه إلا التظاهر غضبا واحتجاجا علي »الاستاذية« التي كانت!!