مصر بعد الثورة.. وبعد تضخم أزمتها الاقتصادية.. تحتاج إلي استقلال في القرار السياسي.. وفي توجهاتها العربية والاقليمية بما يحقق مصالحها قبل الآخر..! مصر تحتاج إلي الخروج من العباءة الأمريكية التي ارتداها السادات.. واحتمي بها مبارك ورموزه من أجل استمرار حكم امتد ثلاثين عاماً ضد إرادة كل مواطني المحروسة!. مصر تحتاج إلي البحث عن مصالحها قبل مراعاة خواطر الآخرين.. والسياسة لا بد أن تخدم الاقتصاد وخاصة اذا ما وصل الي ديون تعدت التريليون بفعل الفساد المنظم وملايينه الموجودة الآن في بنوك وشركات الأموال والاستثمار في أمريكا وأوروبا.. وترفض حكوماتها أي محاولات للتعاون في استرجاع الثروات المنهوبة!. مصر تحتاج إلي التوجه نحو إيران وعقد اتفاقيات سياحية واقتصادية واستثمارية تخدم مصالحنا.. ويجب ألا نتجاهل ما فعلته اثناء حرب اكتوبر وما قدمته من امدادات بترولية لقواتنا المسلحة.. ويكفي القول ان التعاون معها الآن يعني وصول أكثر من عشرة ملايين سائح سنوياً.. عدا توفير احتياجاتنا من المواد البترولية.. وتصدير انتاج مصانعنا إلي سوق ضخم قادر علي استيعابها مثلما كان في العراق قبل هدمه وتدميره!. الإخوة والأشقاء العرب لهم مصالح وعلاقات مع إيران.. وليس من المقبول ان تضحي مصر بقطع علاقتها وإغلاق الأبواب والمنافذ علي مصالحنا الاقتصادية مراعاة لخواطر دول الجوار!. مصر تحتاج ايضا الي التوجه نحو روسيا.. التي اغلق ابواب العلاقات معها مبارك.. واكتفي بارتداء العباءة الأمريكية.. وملاليم المعونة التي ذهبت لأبواب خلفية.. وكان ثمنها تسهيلات في البر والبحر والجو.. وتقزيم لدور مصر العربي والأجنبي.. واستعباد القرار السياسي والاقتصادي!. جيل الثورة لا يعلم ان روسيا هي الحليف الاستراتيجي لمصر في الستينيات والسبعينيات.. ومن مواردها ودعمها تم بناء السد العالي أعظم المشروعات العملاقة في بلدنا.. بعدما رفضت أمريكا بناءه.. وحرضت البنك الدولي علي رفض تمويله!. الحليف الروسي كان صاحب الفضل في بناء القلاع الصناعية والتجارية في بلدنا.. وبمعوناته غير المشروطة تم إعادة تسليح القوات المسلحة لتخوض العبور العظيم في عام3791.. وبعدها ادار لهم السادات ظهره.. وارتدي عباءة الامريكان.. وسار علي خطاه مبارك.. فضاع الحياد واستقلال القرار! مصر خسرت كثيرا بسياسة العلاقات الباردة مع روسيا.. ويكفي تدليلا علي ذلك ما رأيته أثناء زيارة رئيس الوزراء نظيف وفريق من وزرائه الي هناك في عام 0102 .. حيث ابدوا استعدادهم للدخول بالتمويل والمشاركة في مشروعات بترول وتعدين.. واصلاح وتحديث للمصانع التي بنوها.. عدا فتح اسواقهم مرة أخري أمام الصناعات والمنتجات المحلية! يكفي ان يعلم من لايفهمون ان روسيا تملك أعلي ثالث احتياطي نقدي في العالم.. وتتصدر قائمة أكبر احتياطي بترول وغاز. ورصيد من الذهب.. وأكثر من 04 مليارديرا يستثمرون في دول العالم.. وهي الآن تصدر لنا مليون سائح سنويا.. ويمكن ان يزيد حجمهم لأكثر من خمسة ملايين سائح! السفير المصري في روسيا وقتها بح صوته املا في الاستفادة من العروض الاقتصادية التي قدمها المسئولون هناك.. خاصة انها لن تكون ألا قروضا ميسرة وتسهيلات ومنح واستثمارات ومشاركة! لكن ضاعت المصالح الاقتصادية لان رئيس وزراء مصر وفريقه جاءوا من رحم الفساد ويحملون اجندة أمريكية اتت بهم الي المناصب! هل آن الأوان لخلع العباءة الأمريكية.. وتحرير الارادة السياسية والاقتصادية لمصر؟!