مجدى عبدالعزىز منذ اللحظة الأولي التي دخل فيها عملاقا الصحافة علي ومصطفي أمين بلاط صاحبة الجلالة بإصدار صحيفة »أخبار اليوم« العريقة في عام 1944 ومن بعدها كان تأسيس زميلتنا العزيزة »الأخبار« في سنة 1952 كان هدفهما هو تقديم صحافة لها لون وشكل جديد يعيش وسط الناس في الشارع المصري بكل فئاته وتياراته الفكرية والسياسية المختلفة وكان لهما ما أرادا وارتبط بهما رجل الشارع وبصحافة الملايين التي حملت إليهم الخبر والتحقيق والحوار والقصص الإنسانية والأبواب المتخصصة التي تهتم بكل أصحاب المهن والحرف وقامت بغزو نجوع وقري ومدن ومحافظات مصر فأصبح داخل كل بيت يوميا جريدة »الأخبار« وأسبوعيا تتلقف أيديهم من الباعة »أخبار اليوم« أوسع الصحف إنتشارا في مصر وعالمنا العربي. ومع بداية الخمسينيات وتحديدا في عام 1951 جاء علي ومصطفي أمين بمفاجأة جديدة حيث أصدرا »كتاب اليوم« ليكون رئة للثقافة والمتعة والفن في شتي المجالات الادبية والفنية والسياسية والعلمية والاجتماعية والرياضية والطبية وتحمل الأخوان أمين مسئولية هذا الكتاب الوليد الذي قدم للقراء بأسعار زهيدة كل ما يلبي إحتياجاتهم وطموحاتهم وكان نافذة للداخل والخارج في كل أمور الحياة بل كان الاساس في تكون مكتبة الأسرة ونشر الوعي بين الناس اللي تحت والناس اللي فوق. وتعددت إصدارات »كتاب اليوم« الثقافي والوثائقي والعسكري والفني والطبي إلي آخر المجالات الأخري وحملت اغلقتها أسماء نجوم صحافة الملايين علي ومصطفي أمين وتلاميذهم الكبار فكانت هناك قائمة شرف تضم أسماء كل من أصحاب القامات العالية حسين فهمي وعبدالعزيز عبدالعليم وأمين عدلي وموسي صبري وسعيد سنبل وطلعت الزهيري وجمال الغيطاني ود.رفعت كمال ونبيل أباظة ونوال مصطفي وصولا إلي رئيس التحرير الحالي الكاتبة القديرة والناقدة الادبية والسينمائية الكبيرة زميلة مشوار العمر ثناء أبوالحمد التي حملت المسئولية يوم 8 أغسطس في عام 2012 الماضي.. وثناء أبوالحمد زميلة رحلة الشقاء والحب في شارع الصحافة درست الإعلام وتمتعت بموهبة غير عادية منذ أن كانت طالبة بقسم الصحافة وجاءت إلي »أخبار اليوم« وعملت بالنقد السينمائي. ولكي تقدم النقد علي أسس علمية وفنية التحقت بالمعهد العالي للسينما بأكاديمية الفنون وبرعت في كتابة السيناريو وأنعكس ذلك علي كل عمل صحفي حمل توقيعها. ومن النقد السينمائي اتجهت ثناء أبوالحمد إلي الكتابة الادبية ودخلت عالم الترجمة ووصفها الأساتذة الراحلون أحمد صالح الناقد السينمائي الكبير وحسن شاه المرأة الاسطورة في عالم السينما الروائية ودنيا الكتب والثقافة والأدب بأنها الجوكر الذي يجيد أصول المهنة وحرفيتها والقادرة علي تطويع قلمها للغوص به داخل أعماق القارئ في شتي مجالات العمل الصحفي الشاق بلغة سهلة وبسيطة وصادقة.. ولم تكن ثناء أبوالحمد مجرد ناقدة سينمائية أو أدبية بل كانت موسوعة ثقافية يلجأ إليها الجميع من الزملاء للاستفسار عن معلومات كثيرة في عدة مجالات تتعلق بعلوم المعرفة وهو الأمر الذي ساعد علي نجاحها في حمل مهام مسئولياتها الجديدة كرئيس تحرير لسلسلة »كتاب اليوم« بعد أن تسلمت القيادة من زميلتنا القديرة نوال مصطفي التي قادت العمل بثقة و اقتدار خلال السنوات الماضية. ومنذ اليوم الأول لثناء أبوالحمد قررت ان تبني فكرها الجديد في إصدارات »كتاب اليوم« من خلال رؤيتها الفكرية واستفادتها من كل تجارب زملائها السابقين في هذه النافذة الثقافية المهمة ووضعت برنامجا علميا لدراسة احتياجات السوق ومتطلباته ونوعية القراءات الادبية والثقافية التي يحتاجها وينتظرها الناس بمختلف تياراتهم الفكرية وجاءت بأعمال رائعة كان من أهمها كتاب »مريم العذراء في الفن« تأليف إيستل ماي هرل وترجمة الحسين خضيري وقد قام بتصميم هذا الكتاب الممتع زميلنا فنان الاخراج الصحفي والكاتب الكبير أحمد سامح رئيس مجلس إدارة دار »أخبار اليوم« فجاء علي مستوي فني عال يخطف العين بلمساته الانيقة وطباعته الشيك وصوره المبهرة ومادته المثيرة التي تستعرض لنا في إطار علمي الإبداعات الفنية للسيدة مريم وابنها المسيح عليه السلام فهما يحتلان مكانة كبيرة في قلوب وعقول المسلمين والمسيحيين وشعبنا بنسيجه الواحد الجميل والمتآلف يذوب عشقا في السيدة مريم رضي الله عنها وسيدنا عيسي نبي الله الأمين فنحن المسلمين نؤمن بكل أنبياء الله ورسله ورسالاته السماوية. والكتاب يطوف بنا في متاحف العالم ليقدم لنا إبداعات رسامين كبار عبروا عن حبهم للسيدة العذراء وابنها المسيح عليه السلام من خلال الريشة والألوان والصور الجذابة لنري بعدا إنسانيا جديدا للأمومة علي حد تعبير ثناء أبوالحمد في تقديمها لهذا الإصدار الرائع جدا والتي أكدت من خلاله دار »أخبار اليوم« إنها مرآة صادقة عن وحدة شعبنا وانها صاحبة رسالة ثقافية وتنويرية تدعو إلي الخير والمحبة والسلام بين كل ابنائنا بصرف النظر عن الدين أو العقيدة، فالوطن للجميع والدين لله ونحن دائما نعيش علي هذه الأرض الطيبة بقلب وعقل واحد لا يعرف الحقد أو الغل أو الفرقة أو الكراهية فالله محبة وما يجمعه الله لا يفرقه إنسان أبدا، وتلك الأمة هي خير أمة أخرجت للناس وسوف تظل في رباط وثيق حتي يوم الدين فمصر ليست وطن نعيش فيه ولكنها وطن يعيش بداخلنا، وصدق زعيمنا السياسي الكبير مكرم عبيد باشا عندما قال مقولته الشهيرة »نحن مسلمون وطنا ونصاري دينا« ومن أعماق قلوبنا ندعو لمصرنا الغالية بالأمن والأمان والاستقرار وتهنئتنا للأخوة الاعزاء المسيحيين بعيد الميلاد المجيد فهم شركاؤنا في الوطن وفي العشق الإلهي ولن ينفرط عقد المحبة بيننا حتي يرث الله الأرض ومن عليها.