مع بزوغ فجر تكنولوجيا النانو والتحامها مع التكنولوجيا الحيوية توافرت عدة أدوات وتقنيات جديدة وقوية كانت كفيلة بتحويل تلك الأحلام إلي واقع. فقد أتاحت تكنولوجياالنانو مجموعة من التقنيات والأدوات الجديدة الخاصة للتعامل مع جينات النباتات أو الحيوانات والتلاعب بها وذلك من خلال توظيف الحبيبات والألياف النانوية وكذلك الكبسولات في نقل الجينات المراد توصيلها إلي خلية بصورة مباشرة بدلا من استخدام الفيروسات كناقلات. وقد أدي استخدام المواد النانوية كناقلات جينية إلي زيادة كمية الجينات أو المواد الكيمائية المنقولة إلي الخلايا وذلك بالإضافة إلي إتاحة إمكانية السيطرة علي الحمض النووي الذي يتم الإفراج عنه والسماح بخروجه من الكبسولات داخل المكان المستهدف فقط من النبات. وقد أتاحت تكنولوجيا النانو التعامل المباشر مع الجينات ونجحت في ذلك إحدي الجامعات في تايلاند بعد نجاح باحثيها في تحسين بعض الصفات الخاصة بالأرز. كما أعلنت عن مواصلة تلك الأبحاث الهادفة إلي تطوير واستنباط نوع جديد منه يمكن أن تتم زراعته علي مدار السنة كلها. ويعمل الباحثون في اختبار إحدي المواد الكيميائية لاستخدامها في تنظيف وتخليص مياه المزارع السمكية من الطحالب الضارة وذلك بإضافة حبيبات نانوية المركبات بنسب معينة إلي مياه الأحواض السمكية وذلك لتخليص مياه المزارع السمكية من الفوسفات الموجود بها والذي يعد السبب الرئيسي لنمو الطحالب بمياه المزارع. وتتواصل الأبحاث من أجل تخفيض تكلفة المنتج والتأكد من عدم تعرض الأسماك المستزرعة لأي أضرار من جراء استخدامه بمياه المزارع السمكية. مازالت روائع الإبداعات البحثية النانوية، تهدي البشرية موادها الجديدة بصورة شبه يومية وقد يظن البعض منا أن المواد المتراكمة وهي المواد الناشئة عن خلط مادتين أو أكثر بعضها ببعض والتي يكون من نتائجها أن تتزاوج بها خواص عديدة ناشئة عن هذا الخلط إن هذه المواد المتراكمة هي وليدة اليوم أو الأمس القريب كما يحلو لكثير من علماء الغرب أن ينسبوا فكرة تصنيعها إليهم وهذا في الواقع مخالف للحقيقة. فمنذ أكثر من خمسة آلاف عام ادرك الإنسان المصري القديم أن إضافة القشور الخارجية لحبيبات الأرز إلي قوالب الطوب اللبنة »الطوب اللبن« المصنعة من الطمي، تعمل علي تقوية ودعم هذا الطوب المستخدم في أغراض البناء وحمايته من التشققات فهي تضيف خواص لم تكن موجودة أصلا في مادة الطمي وقد كانت هذه النوعية من الأبنية هي الأكثر ملاءمة للبيئة. وعلي الرغم من أن معظم الكوارث البيئية تقع بفعل الطبيعة وهي بالتالي تقع خارج نطاق سيطرة الإنسان وتحكمه مثل العواصف الموسمية والتسونامي وحرائق الغابات والفيضانات فإن التلوث البيئي يعد أحد أخطر المشاكل البيئية التي صنعها الإنسان. وللحديث بقية.