لقد توقفنا في المقال السابق عند الحديث عن الحساسات النانوية وإستكمالا للحديث تتيح تكنولوجيا النانو عدة وسائل فعالة يمكن توظيفها بكفاءة ودقة في مجال تعبئة وحفظ الأطعمة وضمان توفير غذاء آمن مرتفع الجودة خال من الملوثات. يتحقق هذا الهدف عن طريق توظيف حساسات حيوية نانوية الحجم تعمل علي الكشف الدقيق والسريع عن الظواهر المصاحبة لتعرض الغذاء لأي تلوث ويتم دمج هذه الحساسات لتكون مكونا أساسيا في العبوات الغذائية بحيث يستطيع المستهلك العادي تحديد مدي صلاحية المادة الغذائية الموجودة بها ورصد ومتابعة اي تغيرات غير طبيعية قد تطرأ علي الطعام نتيجة إصابته بأي جراثيم أو ميكروبات تسبب تلوثه وذلك عن طريق ملاحظة التغير في لون الحساس الذي يظهر بلون أحمر - علي سبيل المثال. تعد هذه الحساسات بمنزلة الكواشف الدالة علي حالة الحاويات وغرف تبريد الاطعمة والمواد الغذائية وكذلك أماكن عرضها داخل منافذ البيع - وتتميز تلك الحساسات النانوية التي تعمل ككاشفات للبكتريا والميكروبات بحساسيتها ودقتها الفائقة. عند أقل التركيزات البكتيرية او الميكروبية تستخدم تكنولوجيا النانو كذلك في حفظ المنتجات الغذائية الطازجة مثل اللحوم والخضراوات والفواكه وكذلك منتجات الألبان والحلويات والخبز، بالاضافة الي الوجبات السريعة وذلك عن طريق معالجة أسطحها الخارجية وتغطيتها بطبقة رقيقة شفافة لا تري بالعين المجردة - وتعد هذه التقنية أحد أهم التقنيات واسعة التطبيق والاستخدام في مجال حفظ الاطعمة الطازجة وإطالة فترات الصلاحية ومن مميزات هذه الطبقة الرقيقة عدم تأثر الأطعمة بالعوامل الخارجية المحيطة مثل الرطوبة والإشعاعات التي تؤدي الي فساد الغذاء أو تلوثه. تولي الشركات المتخصصة في إنتاج العبوات الغذائية إهتماما مضاعفا في تطوير منتجاتها من الأوعية البلاستيكية المستخدمة في حفظ الأطعمة والوسائل الغذائية المختلفة لتكون علي القدر نفسه من القوة والصلابة المتمتعة بها نظيرتها المصنعة من الزجاج وتتوقف تلك الأوعية البلاستيكية بعدم تعرضها للكسر الناتج عن عدم الحيطة في أثناء التداول أو النقل ومن اجل تحقيق هذا الهدف تتم تقوية مادة البلاستيك بإضافة حبيبات نانوية اليها - وتتيح تلك الأوعية البلاستيكية الاحتفاظ بالسوائل داخلها دون التأثر بمشاكل التخزين المعروفة مما تسبب في زيادة مدة الصلاحية لمدة تتراوح من 6 الي 81 شهرا. ليس ثمة شك في ان الحالة الصحية العامة لأي فرد ترتبط إرتباطا مباشراً مع ما يتناوله من غذاء - لذا فقد جاءت هذه القضية المهمة ضمن أهم القضايا التي توليها تكنولوجيا النانو كل الإهتمام خاصة ان تلك التكنولوجيا المتقدمة تمتلك الأدوات والقدرات علي حل القضايا المتعلقة بتوفير الأمن الغذائي خلال تغيير وتطوير التكنولوجيا المستخدمة في قطاع الزراعة. وللحديث بقية.