إحساس غريب يراودني هذه الأيام.. أنني لا أعيش في وطني. ولكني في لوكاندة اسمها مصر!. وأشعر بأنني مثل كل نزلاء لوكاندة مصر ضيف وسط 58 مليون ضيف. لست وليس في كل هؤلاء من يمتلك سهماً واحداً في ملكية هذه اللوكاندة. نحن فقط ننام في هذه اللوكاندة. ونحن جميعاً ندفع ثمن »النومة« طوال سنوات العمر.. خذ عندك ضرائب وتأمينات ودمغات ومعونة الشتاء. والله وحده يعلم متي سوف تنتهي اقامتنا في لوكاندة هذا الوطن. هل سوف نموت في اللوكاندة. أو أن الإدارة سوف تطردنا بسبب أو بدون أي سبب. والله وحده يعلم إلي أين نذهب إذا طردونا!. ولوكاندة مصر عندها قوانين خاصة جداً. فالزبون دائماً ليس علي حق، وعليه أن يبوس يده »وش وظهر« لمجرد انه وجد مكاناً ينام فيه. زبون لوكاندة مصر ليس لديه أية حقوق.. لا يمكنك الاعتراض علي نوعية الأكل. مسرطنا أو غير مسرطن.. كل واشكر. الاسعار نار إحمد ربنا غيرك يموت في مجاعات افريقيا. وإياك أن تعترض علي الادارة لأنها اما فتوة لديها بوليس وأمن دولة. أو ادارة مقدسة مبعوثة من عند الله لتحكمك بما يرضي الله!. وفي لوكاندة مصر ناس ينزلون في أجنحة فاخرة مرفهة. وناس ينامون علي الأرض او فوق سطوح اللوكاندة أو في بالوعات المجاري.. كل حسب مركزه وفلوسه!. ولوكاندة مصر ليست فندقاً خمس نجوم.. بل هي أقل من لوكاندة »الكلوب الحسيني« المحترم بتاع زمان. لوكاندتنا مليئة بالحشرات والخناقات واللصوص والنشالين وتجار الوطنية ومزايدي السياسة. وأنت تدفع فاتورة اقامتك في لوكاندة مصر بفلوسك وأعصابك وعمرك واذا لم تدفع ستذهب الي طره لتستمتع بصحبة »الجماعة اياهم«. وإذا لم تعجبك الاقامة في لوكاندة مصر. فهناك دائماً حلول أسهل وأفضل. عندك ترب الغفير في الدراسة.. وعندك مقابر الإمام الشافعي في البساتين!. بساتين الآخرة طبعاً!.