عاد صديق لي من الخارج وسألته: كيف يرانا الغرب بعد الثورة؟ رد صديقي بكلمة واحدة: همج! كنت اتوقع الاجابة ولكنني تظاهرت بالدهشة حتي استطرد الصديق قائلا: في الايام الاولي للثورة اصيب الغرب بالدهشة من عظمة المصريين وثورتهم السلمية علي نظام فاسد اذاق الناس الذل والهوان علي مدار 30 عاما. وحتي خلال المرحلة الانتقالية التي استمرت 18 شهرا رغم بعض الاحداث التي اتسمت بالعنف والانتقام من الثوار كان الغرب يري ان مصر تتحول إلي دولة قانون فالرئيس السابق ورموز نظامه يحاكمون ويقضي بحبس البعض منهم. اما الآن فصورتنا تبدلت 180 درجة والكلام مازال علي لسان صديقي العائد من الخارج فمصر اليوم رغم انتخاب رئيس مدني وتشكيل حكومة جديدة لم تتقدم خطوة واحدة للامام بل انها تشهد ردة حقيقة وبالاخص ردة ثقافية. يقول صديقي: بعد ثلاثة أيام لي في القاهرة ايقنت ان مصر التي حلمنا بها ونزلنا ميدان التحرير من اجلها مازالت بعيدة المنال بل ربما سيكون امامنا 60 عاما أخري لنري مصر التي نريدها. مصر اصبحت اليوم.. جلباب ونقاب.. شوارع رئيسية محطمة فما بالنا بالفرعية منها.. أمن غائب وأمان يتعمد الغياب.. حكومة مازالت تدرس بينما الاسعار وارتفاعها غيرالمبرر ينذر بكارثة قادمة.. نخبة تتواري بعد ان نال بعضهم مكاسب تافهة.. سفسطة اعلامية لتضييع الوقت لا اكثر ولا اقل.. ازمات تتوالي من كهرباء إلي بنزين إلي حرب صامته علي ارض سيناء.. خلافات سياسية ودوخة قانونية في محاكم مجلس الدولة.. ومواطنون كان حلمهم التغيير للافضل فاستيقظوا من حلمهم الجميل علي تغيير للاسوأ.. تشدد ديني مقيت لا يليق بناس تعيش في القرن الحادي والعشرين. هذه صورتنا في الخارج بدون رتوش. انتهي كلام صديقي وسألت نفسي: هل حقا قمنا بثورة.. أم كانت مجرد نزوة؟!