شهر رمضان بمثابة مدرسة تفتح أبوابها كل عام لكل راغب في الرحمة والمغفرة والعتق من النار ،وهو شهر نقوم خلاله بتربية أنفسنا وتدريبها علي تحمل الصعاب ، ومواجهة المشقة . فالنفس أمارة بالسوء ، وتربيتها بالمنع والحرمان هو أمر يحمل الكثير من الحكمة ، ويجسد فلسفة عظيمة لخالق الكون سبحانه وتعالي . ضمن سلسلة "كتاب اليوم" صدر كتاب جديد تحت عنوان" أحكام الصيام "أسئلة الصائم في رمضان. للكاتب محمد محمود محفوظ يجيب الكتاب علي اسئلة الصائم الحائرة حول فريضة الصوم وهي الفريضة الرابعة من أركان الإسلام الخمسة والتي يشعر معها كل صائم بفضل الله عليه والنعم الكثيرة التي بين يديه ,يشعر معها بعوز الفقير وحاجته ، يتخلص معها من مباهج الحياة من مأكل ومشرب وشهوات. ويقول المؤلف : ان فُرض صيام رمضان في السنة الثانية للهجرة وقد صام رسول الله صلي الله عليه وسلّم تسع سنوات توفي بعدها .وأن صيام رمضان وجوبه معلوم من الدين بالضرورة ، فمن جحد فرضيته فهو كافر إلا ان يكون قريب عهد بالإسلام أو نشأ في بادية بعيدة عن العلماء ، أما من أفطر في رمضان لغير عذر شرعي وهو يعتقد وجوبه عليه فلا يكفر بل يكون عاصيا وعليه قضاء الايام التي أفطر فيها. والصيام لغة الإمساك وشرعا الإمساك عن المفطّرات من أكل وشرب وغيرهما من الفجر حتي المغرب مع النية المبيتة بالقلب. والأصل في وجوب صيام رمضان قبل الإجماع آية :» كتب عليكم الصيام« وقوله صلّي الله عليه وسلم : " بني الإسلام علي خمس شهادة ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن أستطاع اليه سبيلا " رواه البخاري ومسلم وهناك العديد من القضايا التي يتناولها الكتاب وتظل حاضرة باستمرار مع مطلع كل رمضان مثل ما هي الأمور التي لا تفسد الصيام؟ وما يباح للصائم وما يكره من أمور ،واستعمال السواك أو معجون الأسنان ، والمضمضة والاستنشاق ، ووضع العطور والتطيب بها ، وما الحل مع الذين يستخدمون الأدوية للعين والأنف والأذن. كما لم ينس محفوظ أن يحدثنا عن الاعتكاف وفضل ليلة القدر والعيد وفرحته ، وصيام الأيام الستة من شوال.