وتبقي الجامعة المصرية اليابانية، مجرد بقعة مضيئة علي ارض مصر وفق النتائج التي حققتها، فكيف يمكن تكرارها لتصبح هي الاصل علي ارض مصر؟ عبد الناصر إسماعيل رئيس اتحاد المعلمين المصريين ركز علي القيم الحاكمة للعملية التعليمية وقال رئيس اتحاد المعلمين المصريين ان القيم والأخلاقيات التي نحسد عليها اليابانيين كانت موجودة في مصر قديماً، ولكن بسبب التغييرات السلبية داخل المجتمع اختفت تلك القيم، ولكنها موجودة في أساس كل المصريين ويجب دعمها من خلال التوعية الثقافية عبر الإعلام والمدارس والمدرسين. وطالب بدراسة التجربة اليابانية واسباب تقدمها ودعم التعليم بشكل سريع، فلا يمكن ان نحدث نقله نوعية في التعليم وميزانية الانفاق عليه هي 3.9 % حاليا من ميزانية الدولة، وقد تزداد ل 4% ماقبل الجامعي و2% للتعليم الجامعي، بناء علي مواد الدستور الجديد وهذه خطوة ولكنها ليست الهدف الذي يحقق تنمية شاملة في مجال التعليم . وحذر عبد الناصر من السياسات التعليمية الحالية في مصر والتي تعتبر أكبر العوائق التي تمنع الاستفادة من التجربة اليابانية، فالسياسات التعليمية في مصر تقتل أي أمكانية للابداع بسبب المركزية الشديدة وأسلوب التلقين واعتبار المدرسة هي المربع الأول والأخير في العملية التعليمية وتحويلها الطالب إلي متلق فقط دون إبداع، بالاضافة الي البيروقراطية الشديدة في إدارة المؤسسات التعليمية، مؤكداً ان الحل يكمن في المشاركة المجتمعية في الرقابة علي التعليم مالياً وعلمياً، ومنح المدارس الإدارة الذاتية وتتحول المديريات لجهات رقابية عبر سياسات واضحة لا يجوز الخروج عنه، مع وضع عقوبات رادعة لمن يخرج عن تلك السياسات . ويقول د.محمد يوسف وزير التعليم الفني والتدريب المهني السابق انه يجب اختبار التجربة اليابانية في مجموعة مدارس عبر نظام التعليم «الداخلي» لتغيير سلوك الطلاب تعليمياً وأخلاقياً عبر المنظومة القيمية وبعد نجاح التجربة يمكن أن تعمم في باقي المدارس ويجب ان ندخل شركات الصناعة اليابانية في مجال التعليم الفني بتوفير المناهج ومطالبات الدراسة حتي نضمن نجاح التجربة وملاءمتها مع سوق العمل . ويلح د.أحمد فتحي أستاذ الأدب الشعبي الياباني بكلية الأداب جامعة القاهرة الي اهمية مدرس الابتدائي في النظام التعليمي، وقال ان مدرس الإبتدائي في مصر موضوع في مرتبة متدنية اجتماعياً وعلمياً واقتصادياً،والعكس تماماً في اليابان فمدرس الابتدائي يتم اختياره بعناية فائقة ويوضع له راتب يصل الي 2500 ألف دولار شهرياً، ويستطيع التعامل مع الأطفال ذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة، فاليابان تنظر الي مرحلة الحضانة والابتدائي أنها من أهم المراحل التعليمية لتأسيس الأطفال.