بعد غياب 22 عاما استقبلت قرية النواورة بأسيوط ابنها المفقود محمد عبدالله رحومة باحتفال ضخم، شارك فيه الآلاف بالطبل والمزمار البلدي، كما أعدوا له حصانا ليطوف به شوارع القرية في موكب ضخم، وقامت عائلته بنحر الذبائح ودعوة المهنئين علي وليمة كبيرة بعزبة عقيل. خلال جولته بالقرية التابعة لمركز البداري شرد محمد في أحداث الأسابيع الماضية التي صححت مسار حياته، عندما نشر صورته وقصته علي الفيس بوك في 3 فبراير ليبدأ البحث عن أسرته. تفاعلت وسائل الإعلام وناشطو الإنترنت معه، وتنبه والده الموجود في السعودية وتذكر صغيره الذي اختفي قبل سنوات دون أن تجدي محاولات البحث عنه، لدرجة أنه اتهم شقيقه وقتها بإغراق ابنه في النيل انتقاما منه لوجود بعض المشكلات بينهما. شعر بأن صورة الشاب تجتذبه، فالدم يحن، وبعد إجراء تحليل ال DNA جاءت النهاية السعيدة، حيث أثبتت نسبه إلي عائلة رحومة. يروي محمد (أحمد سابقا) تفاصيل الاختفاء الغامض، ويشير إلي أنه كان يلعب أمام منزله وركب سيارة كانت تنقل حجارة ل «تدبيش» حواف النيل بالقرية، وفوجئ بأنها تتحرك وتصل إلي مدينة أسيوط، وهناك ركب القطار إلي القاهرة، وعثرت عليه سيدة بمحطة المطرية، واستضافته لمدة عام وحاولت العثور علي أهله، وعندما فشلت أودعته في إحدي دور الرعاية لتتولي سيدة أخري اسمها عبلة السعيد رعايته وتكفلت بمصروفاته حتي تخرج من كلية الحاسبات ونظم المعلومات. وأكد أن الفيس بوك ساعده في العثور علي أسرته وأنه لن يترك أهله رغم رغبته في استكمال عمله بالقاهرة. وأضاف انه يسعي لإنشاء شركة خاصة لتطهير وتنقية الهواء بأفكار غير تقليدية. ويؤكد والده أنه لم يفقد الأمل في العثور علي ابنه طوال السنوات الماضية، وخلال عمله بالسعودية قام بأداء العمرة وتعلق بأستار الكعبة وبكي وهو يدعو الله أن يساعده في العثور علي الابن المفقود، فاستجاب الله لدعائه، ويقول الأب: كان أغلي أبنائي لأنه الولد الوحيد بين شقيقاته، عاد الوالد من العمرة واتجه إلي المطرية، ويضيف: عندما قابلته تأكدت أنه ابني لكننا أجرينا اختبار الحامض النووي ليطمئن قلبي. وقدم الشكر لكل من ساعدوا في تربية ابنه، خاصة أنه اختفي وعمره 5 سنوات. وأكد أن ما حدث معجزة حقيقية. أسيوط - محمد منير